دشن الشيخ صباح الخالد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة الكويت مساء امس الاول أعمال الملتقى الإعلامي الخليجي الثاني (الإعلام الخليجي بين الرأي والخبر) الذي تستضيفه الكويت خلال الفترة من 14 إلى 15 أكتوبر، بحضور الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ووزراء الإعلام في دول الخليج، حضر حفل التدشين نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية صالح بن عبدالعزيز المغيليث, ووكلاء وزارات الإعلام في دول مجلس التعاون، ولفيف من الإعلاميين الخليجيين. وألقى سمو الشيخ صباح خالد الصباح كلمة في مستهل حفل الافتتاح ثمن خلالها ما تم التوصل إليه من إنجازات ضمن مسيرة مجلس التعاون الخليجي، سعيا وراء تحقيق المزيد من التعاضد بين دول الخليج وشعوبها، ترسيخا وترجمة للرؤى السامية والتوجيهات النيرة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون للوصول إلى أعلى مستويات الترابط والتنسيق، وتعزيزا للعلاقات المصيرية بين دول المجلس. وأشار سموه إلى أن أهمية وجود مجلس التعاون تنبع من أهمية الحفاظ على مصير ومستقبل ومكتسبات شعوب الدول الخليجية وهو السند والعون لكل دول المجلس وشعوبه، على الرغم من التحديات التي مرت بتاريخه منذ تأسيسه قبل 33 عاما التي تم تجاوزها ولله الحمد، وأدت إلى تماسك بنائه، وتوفيقه. وقال إن مجلس التعاون الخليجي أبدى حرصه الشديد على بذل الجهود كافة بغية استقرار الأوضاع في المنطقة العربية، وتقديم العون وفق إمكانياته المتاحة سعيا وراء ازدهار الدول العربية، ورفعا لمعاناة شعوبها وتحقيقا لرفاهيتها، كما اتخذت دول المجلس مواقف راسخة وثابتة تجاه مختلف القضايا العربية، ووقفت ولا تزال تقف إلى جانب أشقائها العرب في مختلف الظروف، الأمر الذي جعل من منظومة مجلس التعاون أحد الروافد المهمة للعمل العربي المشترك، والتكتل العربي الفعال ضمن التكتلات الإقليمية الموجودة في عالمنا العربي. من جهته قال الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت في كلمته: إن وحدة دولنا وشعوبنا الخليجية لم تكن في يوم من الأيام شعارا براقا يتم رفعه وقت الحاجة إليه، إنما هي وحدة حقيقية نلمس إنجازاتها من خلال أسلوب عمل وفكر قادة وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي، ومواقفهم المبدئية على مدى مسيرة المجلس، التي ظهرت جليا في الملمات والأفراح بأبهى صورها واكبها خطاب إعلامي خليجي واحد أبهر العالم بقوته في التأثير والانتشار والتسويق للوحدة الخليجية وإنجازاتها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي يجب على إعلامنا الخليجي في هذا الوقت بالتحديد التأكيد عليها بكافة رسائله وأدواته التقليدية والجديدة. وأوضح أن ما تملكه الأجهزة والمؤسسات الإعلامية الخليجية الرسمية منها والخاصة من خبرات متراكمة وكوادر بشرية مؤهلة على أعلى المستويات الإعلامية واكبت التطور الحاصل في وسائل الإعلام الجديد وثورة الاتصالات يلقي على عاتق جميع الإعلاميين مسؤولية مضاعفة تتمثل في تأكيد وحدة رؤية الخطاب الإعلامي الخليجي تجاه ما يحيط بنا وبشبابنا من أفكار مشبوهة ومتطرفة سواء أكان فكر أفراد أو جماعات ونبذ الدعوات التحريضية التي تحرض على العداوة أو الكراهية الطائفية أو العنصرية. وشدد على ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام الخليجية في ظل التحديات المحيطة بدول المجلس، وبصفة خاصة وسائل الإعلام الجديدة لما لها من سرعة وصول وقوة تأثير في القطاعات الشبابية التي تمثل قوة الحاضر وقيادة المستقبل، وتحصينها من خلال مبادرات توعوية وتثقيفية بسماحة الإسلام ووسطيته، بالإضافة إلى دعم الملتقيات الشبابية الجادة ذات التوجه والرؤى الوطنية، وتسليط الضوء على دورها التنموي، والتصدي لمهددات الأمن الخليجي. وبين أن التكريم الذي حازه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بمنحه الدكتوراة الفخرية من جامعة الأزهر مؤخرًا يدعونا جميعًا إلى الفخر والاعتزاز بقادة الخليج ومواقفهم التاريخية ورؤاهم المستنيرة. عقب ذلك ألقى الأمين العام لدول مجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة أشار فيها إلى أن التميز الذي يعد عنوانا لهذا الملتقى يتمثل في اجتماع كوكبة من رواد الإعلام الخليجيين والفاعلين لمناقشة قضايا متنوعة تمس المواطن الخليجي وتؤثر فيها، علاوة على أهميته من ناحية أخرى في طرحه موضوع المرأة الإعلامية الخليجية، وتخصيص محور لها، وأكد أنه على الرغم من أن قضايا دول المجلس كانت عديدة، إلا أن الإنسان الخليجي يبقى قضيته الأولى التي لا يمل قادته من أصحاب الجلالة والسمو من التأكيد عليها، مبينًا أن الإنسان الخليجي وتنميته وتحقيق الرفاهية له قضية دائمة في أذهان القادة -حفظهم الله- وهو هدف أصيل من أهداف مجلس التعاون. ولفت الزياني النظر إلى أهمية دور الإعلام في مواجهة كل ما يخترق الأمة من حملات تشويش للحقائق، ونشر الفرقة بين أفراد المجتمع، وبث الشائعات والادعاءات والمغالطات بوسائل لا تخفى على الجميع، ويدرك الإعلامي المخلص لرسالته في الوقت ذاته، أهمية دوره هنا في عدم مرور مثل هذه الرسائل الضارة بمجتمعه وبمصالحه. وأفاد أن الأمة أمام أوضاع صعبة وظروف معقدة وتحديات جسيمة تتطلب الكثير من الجهد والعمل المتواصل، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والفكر الطائفي، مشددا على أن حماية الجبهة الداخلية للمجتمعات مسؤولية الجميع. عقب ذلك بدأت أعمال الملتقى الإعلامي الخليجي الثاني، بعقد جلسة بعنوان (أهمية القضايا الخليجية في وسائل إعلامها) قدمها الإعلامي عبدالله المديفر، وشارك فيها متحدثون أكاديميون من دولة الكويت، وقطر، والإمارات، وسلطنة عمان.