لا أعلم لماذا تختلف إدارة التعليم في منطقة عسير عن كثير من مثيلاتها من مناطق السعودية في التقييم والكشف عن الموهوبات في مدارس تعليم المنطقة، وتحديدا المرحلة الابتدائية. ولا أعلم أيضا أي منحة وبركة سماوية جعلت الموهوبات سمة وخاصية لبنات منسوبات مدارس المرحلة الابتدائية في المنطقة. فعلى سبيل المثال لا الحصر إحدى المدارس الابتدائية أعلنت أسماء الموهوبات في المدرسة وكانت النتيجة أنهن بنت مديرة المدرسة والوكيلة وبنات المعلمات بلا استثناء بينما تم تجاهل أسماء خارج حدود منسوبات المدرسة بالرغم من مواهبهن المختلفة. لو سلمنا أن الأمر بعيد عن المحاباة والشخصنة والأمانة في التقييم والكشف عن الموهوبات؛ فكيف يمكن أن نسلم أن هناك موهوباتٍ بمستويات دراسية أقل من متوسطة بمجرد انتقالها من مرحلة ابتدائية إلى متوسطة وبعيدا عن والدتها أو قريبتها يتم استبعادها من قائمة الموهوبات، ويتم ترشيح الأسماء اللاتي تم تجاهلها في المرحلة الابتدائية صاحبات الموهبة الحقيقية. الموهبة هي موهبة تكبر وتنمو وتتطور، لا تختفي لاختفاء الواسطة. لا أطالب بإعادة النظر في مستوى الكشف عن الموهوبات، ولن أتقمص دور الرقيب المطالب بالتحقيق واللجان ولا غيرها، فتعليم عسير من اسمه (عسير) لا يؤمن إلا ب (اربط لي وأقطع لك).. فقط أطالب بضمير وقلبه بمراقبة الله عز وجل من قبل كل معلمة ومسؤولة يتم تكليفها وتوجيهها بالكشف عن الموهوبات، فكم من موهوبات بعسير صغيرات دفنتهن المحاباة والمجاملات، وكم من موهوبات بعسير جرفتهن رياح السلطة والقوة، وكم من موهوبات بعسير لا يزلن يحملن قناديل أمل لأعوام يمكن أن تشرق فيها شمس العدالة والصدق. همسة: هناك أصوات تطالب بالعدل والإحسان بينما لا تدرك حقيقة نفسها الظالمة.