أكدت مصادر أردنية رفيعة المستوى ل «الشرق» أن حكومة عون الخصاونة توصلت لاتفاق مع لجان المعلمين في ساعة متأخرة من ليل الإثنين تمهيدا لإنهاء أقسى إضراب في تاريخ الأردن. وقالت المصادر إن قراراً على أعلى المستويات في الأردن كان على وشك الصدور نهاية الأسبوع الحالي بإبعاد الحكومة إذا لم تتوصل لإنهاء إضراب المعلمين، وهو ما ألمح إليه رئيس مجلس النواب الأردني عندما قال في حديث ل «الشرق» أمس إن الحكومة ملزمة بحل أزمتها مع المعلمين. وكان إضراب المعلمين قد استمر لأكثر من أسبوعين، كما نفذ المعلمون أكبر اعتصام في تاريخ الأردن أمام مقر الحكومة، طالبوا فيه برفع علاوة التعليم، وتطورت مطالبهم لتصل إلى حد إسقاط الحكومة. وشهد الإضراب مراحل درامية شملت إعلان الحكومة نيتها الاستعانة بأفراد من القوات المسلحة للتدريس في المدارس بدلا من المعلمين المضربين، كما شملت دخول أفراد من الأمن العام الأردني إلى المدارس للضغط على المعلمات المضربات.وبعد وساطات نيابية وإثر مفاوضات مرهقة وطويلة تم التوصل إلى اتفاق يتم فيه منح المعلمين علاوتهم على مرحلتين، أولاهما مطلع أبريل الحالي، والثانية في يناير المقبل، على أن يوقف المعلمون إضرابهم، وبالفعل عاد ما يقرب من مليون و 700 ألف طالب وما يقرب من مائة ألف معلم إلى المدارس. إلى ذلك، قال رئيس اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين مصطفى الرواشدة ل «الشرق» إن المعلمين سيعوضون الطلبة عن الحصص التي ضاعت عليهم بفعل الإضراب ضمن برنامج خاص يتم إعداده بالتنسيق مع وزارة التربية، وهو ما التزم به المعلمون في إضراباتهم السابقة. وأضاف الرواشدة أن المعلمين قدموا درساً في زرع الكرامة والكبرياء في النفوس قبل البدء في تعليم الأبجدية، حيث إن قضية الإضراب لم تكن تتمحور حول مطلب مادي بل كانت بمجملها مسألة كرامة، وأثنى الرواشدة على كافة المعلمين الذين التزموا بالإضراب، وقدموا نموذجاً في العمل الجماعي.