تشكل الممرضات السواد الأعظم من موظفات الصحة في محافظة أملج، تليهن موظفات الإدارة (الاستقبال والكاتبات)، وموظفات التخصصات الطبية المساعدة يأتين في المرتبة الثالثة كثرة، وأخيرا الطبيبات. وتتركز المعوقات في ذلك العمل الذي تحبه كل من تنتسب إليه، في نظرة المجتمع الناقصة لهذا المجال وساعات العمل الشاقة، مع عقود قابلة لإنهاء الخدمات ورواتب زهيدة تحددها شركات خاصة. هذا بعض ما تشكوه على وجل موظفة الاستقبال “ر.س” بأملج، من أن المراكز الصحية تتعاقد مع شركات خاصة لتوظيفهن بعقود أجورها شحيحة، وتعزو ذلك إلى أن فترة عملها تعتبر نصف دوام من 12 ظهراً حتى 5 عصراً، ولأنها تحب بيئة العمل المريحة، التي تتمتع بالخصوصية التامة في قسم نسائي مستقل فهي لا ترغب في تركه. وفي سياق متصل، تقول الممرضة “أ. ع”، إنها طالبت بنقلها من المستشفى العام لمركز صحي في حي صغير؛ لتتخلص من ضغط العمل و كثرة المضايقات في المستشفى العام من بعض المراجعين، ومعروف رفض المجتمع القبلي المحافظ لعمل المرأة في مجال الصحة، كما كان يرفض وجودها في مجال التعليم، غير أن الواقع يقضي حكمه دائماً، فاليوم نشاهد الطبيبات والممرضات والأخصائيات كلهن ينتسبن إلى وزارة الصحة ولم يعد الأمر حكراً على المدن الرئيسة، فقد زاد الإقبال على هذا المجال ليطال كل محافظاتها وقراها . وتتميز القرى بحاجتها الماسة إلى موظفات في مقراتها الصحية، لتعذر وجود سعوديات في الهجر البعيدة جداً عن المستشفيات الرئيسة، ففي محافظة أملج قليل جداً وجود طاقم طبي كامل في القرى والهجر البعيدة ومنها ما لا يوجد به مركز طبي أصلاً، والخطط جارية لافتتاح مراكز صحية باستمرار في القرى المحيطة بدءاً بالأقرب. و تتجه خريجات كثيرات في العشر سنوات الأخيرة لدخول المجال الصحي؛ لميزاته وتوفر فرص نجاح جيدة مع الحاجة الملحة لنساء يتعاملن مع النصف الآخر للمجتمع، في ظل الحياة الإسلامية المحافظة. وبحسب إحصائيات وزارة الصحة لعام 1430ه للقوى العاملة في القطاعات الصحية من الممرضات، بلغ العدد 63296، وللفئات الطبية المساعدة بلغ العدد 32360، وتبلغ نسبة السعوديين في القطاعات الصحية في المملكة للممرضين 50.3%، أما الفئات الطبية المساعدة 85.5%.