أدى الرئيس السوداني عمر البشير اليمين أمس رئيساً لولاية جديدة من خمس سنوات، بعد شهر ونصف الشهر على فوزه في انتخابات اتسمت بمشاركة ضعيفة ومقاطعة المعارضة.وأقسم البشير الذي يتسلم السلطة منذ 25 عاما، على القرآن خلال احتفال حضره رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي وزيمبابوي روبرت موغابي وكينيا أوهورو كينياتا. وأدى البشير الذي كان يرتدي الزي الأبيض التقليدي والعمامة، اليمين أمام البرلمان في مدينة أم درمان، توأم الخرطوم. ويتولى البشير (71 عاما) السلطة منذ انقلاب 1989. وفاز في انتخابات أبريل بنسبة 94% من الأصوات. وقال الرئيس البشير في كلمة أمام البرلمان بعد أدائه اليمين الدستورية «سيسعى السودان وبقلب مفتوح لاستكمال الحوار مع الدول الغربية حتى تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي». وصدرت في حق الرئيس السوداني مذكرتا توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة في دارفور (غرب) التي تشهد أعمال عنف منذ 2003. وقتل أكثر من 300 ألف شخص في هذا النزاع، كما تقول الأممالمتحدة. من جهة أخرى، كشف تقرير نشر أمس لمنظمة غير حكومية، مقرها لندن، أن السودان زود على الأرجح المتمردين الذين يحاربون حكومة جنوب السودان بالأسلحة عبر إلقائها، رغم نفي الخرطوم أي علاقة بهذا النزاع. وجمعت الدراسة التي أجراها معهد الأبحاث حول تسليح النزاعات معلومات عن مخزن أسلحة للمتمردين صادره الجيش في جنوب السودان في نوفمبر في ولاية جونغلي شرق البلاد. وأفادت أن «مكونات العتاد العسكري وتسليمه للقوات المتمردة الجنوب سودانية في 2012 قبل اندلاع النزاع الجاري يثبت أن السودان وفر الأسلحة مباشرة إلى قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان – المعارضة». وأثبتت الأضرار التي لحقت بذخائر البنادق أنها ألقيت من طائرة كما أظهرت صور التقطت لعلامات تجارية أنها تعود إلى تجار سلاح سودانيين، بحسب التقرير. وأشارت الدراسة إلى أن «الذخائر من عيار 7,62×39 ملم المستخدمة في الكلاشنيكوف تحمل آثار أضرار عرضية بسبب صدمة، ما يدعم نظرية إلقائها مباشرة من طائرة أو في مظلات من ارتفاع منخفض». وأضافت أن حوالي 70% من الذخيرة والبنادق صنعت في السودان في 2014. كما أكدت رصد معدات مشابهة في هذا المخزن لتلك التي قدمها السودان «دعما لجماعات مسلحة أو متمردة في مناطق أخرى في إفريقيا جنوب الصحراء، بما فيها دارفور وإفريقيا الوسطى». ووردت ذخائر أخرى رصدتها المجموعة من الصين. وانفصلت دولة جنوب السودان عن جارها الشمالي في 2011، في أعقاب اتفاق سلام أنهى حربا أهلية استمرت 22 عاما. لكن العلاقات بين البلدين ما زالت متوترة مذاك. وتنفي الخرطوم أي ضلوع لها في الحرب الأهلية التي يتواجه فيها الرئيس سلفا كير وخصمه ونائبه السابق رياك مشار منذ ديسمبر 2013.