وصل كل من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريم ديسالين صباح أمس إلى عاصمة جنوب السودان حيث لا تزال المعارك مستمرة بين القوات الحكومية والمتمردين في منطقة أعالي النيل النفطية، وبحث الرئيسان مع الرئيس سلفا كير في جوبا الأزمة التي يعيشها جنوب السودان منذ منتصف شهر ديسمبر الجاري. يأتي ذلك في إطار جهود الوساطة الدولية لاحتواء الأزمة التي اتسع نطاقها وأحدثت حالة من الانقسام بين سكان البلاد على أسس عرقية بين قبيلتي النوير والدينكا. وكان الاتحاد الأوروبي قرر أيضاً إيفاد مبعوث خاص إلى جنوب السودان ليساعد في تحقيق التسوية السياسية للنزاع. وامتد الصراع ليشمل معظم ولايات دولة جنوب السودان الوليدة، وخلَّف النزاع أوضاعاً كارثية على الأرض بارتفاع حصيلة القتلى خاصة بعد اكتشاف مقبرة جماعية. ولا تزال قوات رئيس جنوب السودان تواجه متمردي رياك مشار من أجل السيطرة على ملكال كبرى مدن ولاية أعالي النيل النفطية شمال البلاد حيث تدور معارك منذ الأربعاء. وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر إن «تسعين ألف شخص على الأقل نزحوا منذ عشرة أيام بينهم 58 ألفاً لجأوا إلى قواعد الأممالمتحدة» في البلاد. وفي سياق متصل أكملت الخرطوم تجهيزاتها لإجلاء السودانيين الموجودين في جنوب السودان خلال اليومين القادمين والذين يتراوح تعدادهم بين 800 إلى 1000 شخص في جوبا، فضلاً عن إجلاء نحو 800 آخرين من رعايا دول الإيقاد إلى دولهم عبر الأراضي السودانية. وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية أبوبكر الصديق للصحافيين الأربعاء، إن الحكومة السودانية ستبدأ في إجلاء السودانيين بالتعاون مع الأممالمتحدة ودول الإيقاد. وأشار السفير أبو بكر إلى أن الراغبين في مغادرة الجنوب سيتم ترحيلهم من بانتيو إلى هجيلج من ثم إلى الخرطوم، إضافة إلى ترحيل نحو 800 من رعايا دول الإيقاد من بانتيو إلى هجليج حيث تتكفل بلدانهم بترحيلهم إليها. وأعلن الصديق استعداد الخرطوم تقديم المساعدات الضرورية لأي دول تتجه لإجلاء رعاياها عن طريق السودان، وأضاف أن عدد السودانيين الذين سيتم ترحيلهم من بانتيو إلى هجليج يقدر عددهم بنحو 200 إلى 300 سوداني سيجري نقلهم إلى الخرطوم. وتعهد أبوبكر أن تقدم حكومته المساعدات اللازمة للجنوبيين العالقين في السودان ولم يتم ترحيلهم بعد، مؤكداً أن بلاده ستقدم كل ما يلزم للجنوبيين حال اضطروا للجوء إلى السودان. في سياق منفصل ترددت أنباء عن دخول الجيش السوداني مدينة كادودا معقل الحركة الشعبية القطاع الشمالي بجبال النوبة، واحتلال الجيش الحكومي مقر الأمانة العامة لحكومة ولاية جنوب كردفان التابعة للحركة. وتعتبر الحركة الشعبية والجيش الشعبي المحرك للجبهة الثورية المعارضة المسلحة، ويتولَّى زعيم الحركة الشعبية القطاع الشمالي مالك عقار رئاسة الجبهة الثورية. وكان الرئيس السوداني عمر البشير توعد في وقت سابق تحرير جبال النوبة جبلاً جبلاً …وطرد التمرد من دارفور وإشاعة الأمن والسلام.