تُسجِّل منابر الجمعة، ظهر اليوم في عموم البلاد السعودية، موقفها الواضح من الإرهاب والطائفية، في خُطبة موحّدة في مضامينها العريضة. ووزّعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد نصّاً أولياً للخطبة الموحدة، على "كلّ خطيبٍ بيده، لاعتماد تناول" موضوع الجريمة الإرهابية التي وقعت، الجمعة الماضية، في بلدة القديح. وطالب نص الخطبة الذي حصلت «الشرق»على نسخةٍ منه الخطباء «بتناول هذا الفعل بالذم والاستنكار وذكر الأدلة في تحريمه». ووصف النصّ شهداء مسجد الإمام علي بأنهم «أتوا إلى المسجد طلباً للأجر والثواب وليؤدّوا فريضة الجمعة كما أمرتهم بها شريعة الإسلام، فأريقت دماؤهم في بيت الله واقتُحمت حرمة أهل الإسلام». ووصف النصّ المتورطين بأنهم تعدَّوا "على الدين والكتاب والسنة وإجماع فقهاء الإسلام من جميع مذاهبه"، مؤكداً أن "الدم حرامٌ إراقته وإزهاقه، وهو في المساجد أشدّ وأشدّ". وشدّد نص الخطبة الأوليّ على أئمة الجُمع أن يؤكدوا «على عموم الناس أن هذا الفعل عملٌ مشينٌ لا يقره دين ولا عقل ولا فطرة سوية». والتحذير من أننا «في زمن فتن كثرت فيها الحيل والأكاذيب، وتنوعت فيها أساليب التضليل والتلبيس والتدليس على كثير من الناس». ونبّه النص إلى ما استهدفته جريمة التفجير "من زعزعة الاستقرار في هذا البلد الآمن، وتمزيق وحدته، وإحداث شرخ في وحدة الأمة، من خلال إثارة النعرات المذهبية ومحاولة إدخال المملكة في دوامة من العنف والعنف المضاد الذي تغذّيه دوائر استخباراتية معادية وقنوات فضائية ومواقع التواصل الاجتماعي". وطالبت الخطبة المعمّمة الجميع بأن يتحملوا مسؤوليتهم الدينية والوطنية تجاه أمن البلاد ووحدته، وأن يتحلّوا بالبصيرة التي تعين على فهم المقاصد الخبيثة لخوراج العصر المارقين، ومن وراءهم من دعاة الطائفية وقوى الشر. كما طالب الجميع بأن «نكون يداً واحدة وصفاً واحداً خلف قيادتنا وولي أمرنا ومع رجال أمننا ضدّ كلّ من يهدد أمن الوطن ولحمته وتماسكه ومقدراته ومصالح المواطنين والمقيمين، ويهدّد ضروراتهم الخمس».