ظهر رئيس بوروندي بيير نكورونزيزا، أمس، لأول مرة في العاصمة بوجومبورا منذ فشل محاولة انقلاب الأسبوع الماضي للإطاحة به، محذراً من تهديد يمثله إسلاميون متشددون في الصومال. ودخلت بوروندي في أزمة بعد أن أعلن نكورونزيزا أنه سيخوض انتخابات الرئاسة سعياً للفوز بفترة ثالثة مدتها خمس سنوات. ويقول منتقدون إن قرار نكورونزيزا ينتهك الدستور، وتشهد البلاد احتجاجات شبه يومية منذ إعلان الرئيس خوض الانتخابات، مما أعاد للأذهان ذكريات الحرب الأهلية التي انتهت منذ عقد. ولم يتحدث نكورونزيزا في مؤتمر صحفي عن الأزمة في بلاده، ولكنه قال إنه «منشغل للغاية» بالتهديد الذي تمثله حركة الشباب الإسلامية الصومالية المتشددة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة. وقال نكورونزيزا «نأخذ تهديد الشباب على محمل الجد». ولم يذكر الرئيس أي تفاصيل، لكن بوروندي تشارك بقوات ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام التي تقاتل حركة الشباب في الصومال. وفي السنوات الأخيرة نفذت حركة الشباب هجمات في كينيا وأوغندا اللتين تشاركان أيضاً بقوات. ولم يعلق المتحدث باسم حركة الشباب. وكانت الاحتجاجات تندلع بشكل شبه يومي في ضواحي بوجومبورا حتى وقعت محاولة الانقلاب. ورشق المحتجون الشرطة بالحجارة، في حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، كما شوهدت وهي تطلق النار على المحتجين. ويقول دبلوماسيون إن إطالة أمد الاضطرابات يزيد من فرصة أن يفتح الصراع من جديد الجراح القديمة في منطقة لها تاريخ من القتل على أساس عرقي. ويتركز الصراع حتى الآن على السلطة إلى حد كبير. وفر أكثر من 105 آلاف شخص إلى دول مجاورة منها رواندا التي توجد فيها نفس التركيبة العرقية مثل بوروندي، والتي مزقتها إبادة جماعية في عام 1994 حصدت أرواح 800 ألف شخص معظمهم من التوتسيوالهوتو المعتدلين.