قتل متظاهر بالرصاص أمس، خلال مواجهات مع الشرطة في بوجومبورا عاصمة بوروندي، في اليوم السابع عشر من الاحتجاجات على ترشح الرئيس بيار نكورونزيزا لولاية ثالثة، وعشية قمة إقليمية حول الأزمة. وحمل حوالى مئة من المتظاهرين جثة القتيل الملفوفة بعلم، أمام منزل عمدة الحي. وذكر شهود أنه أصيب برصاصة في رأسه أطلقتها الشرطة. وقال شهود إن دوي إطلاق نار سمع في أنحاء العاصمة في وقت أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين رشقوها بالحجارة. ووقعت الاشتباكات في منطقة بوتاريري، وبدأت بإطلاق الشرطة طلقات تحذيرية في الهواء، قبل تطور الموقف إلى إطلاق النار في اتجاه المحتجين. وقال شاهد إن محتجين خطفوا شرطية وضربوها بعدما اتهموها بإطلاق النار. وتركوها في وقت لاحق وقد لحقت بها إصابات. وقد تنجم عن أزمة بوروندي عواقب وخيمة على منطقة البحيرات العظمى غير المستقرة في أفريقيا، في حال اشتداد حدة الأزمة مع نزوح كثيف للاجئين، وتدخل عسكري محتمل لرواندا. ويحذر محللون من خطر فعلي تشكله المواجهات في بوروندي ما لم ينجح قادة المنطقة المعروفة بالنزاعات في نزع فتيل الأزمة. وشهدت منطقة البحيرات العظمى في العقود الأخيرة عدداً كبيراً من الأزمات المترابطة التي أسفرت عن موجات عديدة من اللاجئين، استقبلت تنزانيا جزءاً منهم. ومن تلك الأزمات، المجازر الاتنية والحرب الأهلية بين الهوتو والتوتسي في بوروندي، وإبادة التوتسي في رواندا في 1994، وحركات تمرد عنيفة سياسية- اتنية وحروب إقليمية في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية المجاورة. وأفادت «مجموعة الأزمات الدولية» في تقرير أصدرته قبل بدء التظاهرات، بأنه «نظراً إلى الترابط والتواصل بين سلطات المنطقة ومعارضيها، فإن انزلاق بوروندي في العنف يزيد من احتمالات اندلاع حرب إقليمية». ويعقد قادة شرق افريقيا (بورندي ورواندا وتنزانيا وكينيا واوغندا) اجتماعاً اليوم، في دار السلام لمناقشة هذا الملف. وسيحضر أيضاً الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا ونائب رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوسا مندوباً عن الرئيس جاكوب زوما، أحد عرابي اتفاقات اروشا في العام 2000 لإنهاء حرب أهلية طويلة في بوروندي.