قال الصليب الأحمر إن ثلاثة محتجين قتلوا في عاصمة بوروندي، أمس (الإثنين)، في وقت دخلت فيه الاحتجاجات على قرار الرئيس بيير نكورونزيزا السعي للفوز بفترة ولاية ثالثة أسبوعاً ثانياً. وقال شاهد من «رويترز» إن الشرطة أطلقت النار على صفوف من المتظاهرين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة في حي موساجا، في بوجومبورا. وأُصيب رجلا شرطة على الأقل في انفجار. وقال وزير الخارجية الأميركية جون كيري في مؤتمر صحافي في نيروبي إن قرار السعي لفترة ولاية ثالثة «يصطدم مباشرة بنص الدستور». وأضاف أن نكورونزيزا يجب أن يستجيب لمخاوف الجماهير. ونفى الناطق باسم الشرطة مقتل اثنين من المتظاهرين، وقال إن 15 من رجال الشرطة أُصيبوا بقنبلة يدوية. وقال للصحافيين في مستشفى: «اليوم أو غدا أو بعد غد، وفي أي مكان، سوف يلقون القنابل اليدوية، أو في أي مكان سيطلقون النار، والشرطة لها الحق في إلقاء قنبلة يدوية كذلك، أو حتى أن ترد بإطلاق النار، وهذا ما سيكون عليه الأمر». ويقول معارضون إن فترة ولاية ثالثة تنتهك الدستور. وقال الناطق باسم الصليب الأحمر أليكسيس مانيركيزا إن ثلاثة محتجين قُتلوا وأُصيب 35 آخرون. وقال الناشط البارز بيير كلافير مبونيمبا إن بعض المصابين تعرضوا لإطلاق النار. وردد المتظاهرون في حي كينيندا الذي تجمع فيه العشرات في وقت مبكر، أمس (الإثنين)، هتافات تطالب رئيس الدولة بالتخلي عن فترة الولاية الثالثة، من أجل أن يعود السلام إلى البلاد. ونكورونزيزا زعيم متمرد سابق خلال الحرب الأهلية التي نشبت بسبب نزاع عرقي وانتهت في 2005، ووصف المحتجين أمس (الإثنين) بأنهم «حركة متمردة»، وحذّر من إجراءات صارمة ضد من يقفون وراء المظاهرات. وتقول منظمات حقوقية إن 12 شخصاً على الأقل قُتلوا منذ بدء الاحتجاجات، وتقول الشرطة إن عدد القتلى ستة، بينهم ثلاثة من أفراد قوات الأمن. وتمثل الاضطرابات الحالية أسوأ أزمة سياسية في البلاد منذ نهاية الصراع بين الهوتو وهم الأغلبية، والتوتسي. ويحيي النزاع الحالي التوترات العرقية في منطقة سيواجه رؤساء الدول فيها قيوداً على فترات رئاستهم. وأعلن نكورونزيزا في 25 نيسان (أبريل) الماضي نيته ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران (يونيو) المقبل. وسيستمر قبول طلبات الترشح حتى التاسع من أيار (مايو) الجاري. وتصف الحكومة الاحتجاجات بأنها غير قانونية. وأقام المحتجون حواجز مؤقتة، وأشعلوا النار في إطارات السيارات، في عدد من أحياء العاصمة، واشتبكوا مع الشرطة التي كانت تطلق مدافع المياه والغازات المسيلة للدموع. ويقول محتجون إن الشرطة استخدمت أيضاً ذخيرة حية. وتنفي الشرطة ذلك. وجرى نشر الجيش لإعادة الهدوء في البلاد. وحدد اتفاق «أروشا»، ودستور بوروندي، مدة الرئاسة بفترتين إلا أن أنصار نكورونزيزا يقولون إن في إمكانه الترشح مرة أخرى، لأن النواب اختاروه في فترته الرئاسية الأولى، ولم يُنتخب لذا فإنها لا تُحتسب.