استيقظنا فجر الأربعاء الماضي على قرارات وأوامر ملكية جديدة وتاريخية لم يكتب لها التاريخ مثيلاً.. أعلنت تلك القرارات عن إشراقة دولة جديدة سمّاها البعض «الدولة السعودية الرابعة».. وهذه الدولة التي أعدّها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيّده الله – ممزوجة بالخبرات والكفاءات الشابة الذين انطلقوا في صباح مُشرق للعمل من أجل قيادة دولة كبرى، والسعي إلى خطوة جديدة لمسيرة النهضة والبناء والتنمية الشاملة منذ ذلك الصباح، متخذة منهج نبينا -صلى الله عليه وسلم- «بورك لأمتي في بكورها»، ومبدأ: الشباب عماد الأمة، ورقي الأمة برقي شبابها. وأكدت تلك القرارات حكمة خادم الحرمين الشريفين، ورأيه السديد، ونظرته الثاقبة نحو مستقبل بلاد الخير والعطاء، عندما اعتمد على شبابها ليكونوا قادة لها.. بقيادة «المحمدين» اللذين يتمتعان بصفات القيادة الناجحة، والإدارة المحنكة، والدهاء، والفطنة، والذكاء، واستشهد بقيادتهما عملية عاصفة الحزم التي أعلنت المملكة مؤخراً انتهاءها بعد تحقيق أهدافها، لتبدأ عملية إعادة الأمل لليمن بقيادتهما أيضاً، ولاقت فيها جهودهما خلال الفترة القصيرة الماضية أصداء محلية وعالمية واسعة تدُّل على اختيار ملك الحزم المسدد والمُوفق.. ومن أجمل وأروع الأمثلة التي سبقت تلك القرارات بسُويْعَات مدح وثناء الأمير مشعل بن عبدالعزيز في ابنه حفيد المؤسس «محمد بن سلمان» نظير جهوده المخلصة للدين والوطن، الذي توقّع أن يكون له مستقبل مشرق. وفي المقابل.. قُوبِلت تلك القرارات بالترحيب والشكر والثناء والتأييد والإشادة بما حملته من كافة فئات وشرائح المجتمع، من أمراء، ومسؤولين، ومواطنين، ومقيمين، ذكوراً، وإناثاً، ولم يقف ذلك في حدود الوطن فحسب، بل تجاوزته إلى دول الخليج والعالم أجمع اهتماماً وإعجاباً.. وعبّرت تلك القرارات عن جوانب مهمة، منها سلاسة انتقال الحكم، ووحدة الصف والكلمة لدى المجتمع السعودي، التي أكدها أبناء الوطن قيادة وشعباً من خلال مبايعتهم ل «المحمدين» ومباركتهم لهذه القرارات الحكيمة سواء بالحضور، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب التعبير عن ذلك كلٌّ بطريقته الخاصة، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً مختلفة لهذا التعبير، كمبايعة معلمين لسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد كتابة على السبورة في مدرستهم، وغير ذلك، كما عبّر حضور الأمير مقرن بن عبدالعزيز لقصر الحكم ومبايعته للمحمدين تأكيد اللحمة التي أخرست الألسن، وجمع الكلمة. كما أكدت تلك القرارات على أن مملكتنا الحبيبة قوية وحازمة ويضرب في قادتها المَثَل.. والدليل على ذلك موقف العالم أجمع ورؤيتهم حول وزير الخارجية سابقاً الأمير سعود الفيصل، الذي شملته تلك القرارات بعد موافقة الملك سلمان على طلبه بإعفائه من منصبه مترجلاً بعد أن عمل فيه 40 عاماً قائداً للسياسة في المملكة العربية السعودية، بحكمة وحنكة ودهاء وفطنة وذكاء جعلته عميد دبلوماسيي العالم» و«رجل السياسة الأول» في العالم، فمسيرته وتجربته الأثرية يجب أن تدوَّن في كتب عِدة، وتُدرَّس للأجيال القادمة. وأختم مقالي بالدعاء للأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بالتوفيق والسداد، وأسأل الله العلي العظيم أن يوفق هذه البلاد ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والعزة والرخاء.