ما قبل الأسبوع الماضي قام السيد دان باريس المدير التنفيذي لشركة «Gravity Payments»، بخفض النفقات في شركته بنسبة %90، كذلك العمل على التقليص من راتبه لمنح علاوة لجميع موظفيه بالشركة. أما أنا فمنذ أربعة أشهر وحتى هذا اليوم مازلت أنتظر خبر انفراج أزمة صديقتي بأن يتسلم زوجها رواتبه، التي لم تصرف بعد من قبل كفيله السعودي المحامي والمستشار الشرعي المليونير. المشكلة لدينا أن الوسط الديني والاجتماعي يعتقد أن هذا الكفيل ملاك لأنه محامٍ ومستشار شرعي، فهالة القداسة تخرجه من دائرة النقص والعيب أو حتى النقد بأي بصورة أو بأي شكل فقط، لأنه يظهر بذات مظهر المقدس لذلك الوسط، فلا يمكن أن يظن أحد أن هذا الكفيل وهو يتحدث كمستشار شرعي أنه خارج حدود وآداب وقيم الدين في التعامل مع مكفوليه ومنحهم حقوقهم دون مماطلة وإهانة لكرامتهم وإنسانيتهم. المكفولون مثلهم مثلنا لديهم عوائل والتزاماتهم الحياتية والمادية، فلماذا يتعامل معهم البعض بهذه الصورة المهينة كصاحبنا المحامي والمستشار الشرعي؟ لماذا يشوه هؤلاء صورة الدين وصورة وطن ومواطن أمام مكفوليهم بسوء أعمالهم وتعاملهم وهضم لحقوقهم ومستحقاتهم، إنه من المخزي والعار أن يأخذ هؤلاء صورة سوداء مشوهة عن كل السعوديين من خلال كفلائهم الظلمة. أنا لا أطالب بعلاوات ولا مكافآت، فقط رواتبهم وأجورهم المستحقة فقط.. وليكن الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- بيننا، وهو يقول: أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه.