أفادت مفوضية الانتخابات في شمال قبرص التركي مساء أمس بأن المرشح اليساري المعتدل مصطفى أكينجي فاز في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة على منافسه الرئيس المنتهية ولايته درويش ايرأوغلو وهو محافظ انتخب رئيساً قبل خمس سنوات. وطبقاً للأرقام، التي أعلنتها المفوضية حصل أكينجي الذي خاض الانتخابات مستقلاً على 60.3% من الأصوات. ووعد أكينجي (67 عاماً) بالعمل بشكل عاجل من أجل التوصل لاتفاق سلام في الجزيرة المقسمة عرقياً، التي انقسمت بين اليونانيين والأتراك بعد غزو تركي عام 1974 عقب انقلاب قصير الأجل بدعم من اليونان. وأدلى القبارصة الأتراك أمس بأصواتهم في «جمهورية شمال قبرص التركية» لاختيار «رئيس» لهذا الكيان، الذي لا تعترف به سوى أنقرة سيكلِّف استئناف محادثات السلام مع القبارصة اليونانيين. وانتهت الجولة الثانية من الاقتراع في الساعة 18.00 مساءً. وكان الزعيم القبرصي التركي المنتهية ولايته درويش ايروغلو قد تصدر نتائج الدورة الأولى، التي جرت في 19 إبريل، لكن يتوقع أن يتقدم عليه السياسي المخضرم مصطفى اكينجي بعد أن ذهب نحو ثلاثة أرباع الأصوات إلى مرشحين آخرين. وبدأ الناخبون بالتوجه إلى مراكز الاقتراع في نيقوسيا في ساعة مبكرة من يوم أمس. وقال أرمان آنيك (38 عاماً) «من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا من المهم التصويت» وأضاف «أننا ندخل فترة حاسمة ومن الضروري إسناد المهمة للشخص المناسب». وأكينجي رئيس بلدية سابق للشطر، الذي تحتله تركيا من نيقوسيا، وهو أحد أكبر الداعمين للمصالحة مع الحكومة القبرصية اليونانية المعترف بها دولياً. ويفصل بين شطري قبرص خط لوقف إطلاق النار تراقبه الأممالمتحدة منذ 1974، عندما اجتاحت القوات التركية الثلث الشمالي للجزيرة رداً على محاولة لإلحاق الجزيرة باليونان. والقبارصة الأتراك الذين انسحبوا من المؤسسات الحكومية رداً على أعمال العنف بين المجموعتين في 1963، أعلنوا قيام كيانهم في 1983. ولا تعترف ب»جمهورية شمال قبرص التركية» سوى أنقرة، التي تسهم ب 30% من ميزانيتها وتمول جزءاً كبيراً من البنى التحتية فيها. ويأمل الناخبون أن ينهي «رئيسهم» الجديد عزلة القبارصة الأتراك دولياً. وعرضت الأممالمتحدة عدداً من خطط السلام، التي فشلت جميعاًُ، خصوصاًَ خطة كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، التي وافق عليها القبارصة الأتراك ورفضها القبارصة اليونانيون في 2004. وكان ايروغلو، الذي يتولى مهامه منذ 2010 قد فاز بنسبة 28.2% من الأصوات في الجولة الأولى متقدماً على اكينجي وأول رئيسة للحكومة سيبيل سيبر.