أقيمت يوم أمس الأربعاء أولى جلسات معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز «الفهد.. روح القيادة» التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مساء أمس، حيث رأس الجلسة الصباحية وزير الشؤون الاجتماعية السابق الدكتور علي بن إبراهيم النملة، وتحدث فيها كل من الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن ناصر العبودي، والأستاذ المساعد في كلية الدعوة جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور محمود عبدالهادي دسوقي، والأستاذ المشارك في كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور ماجد بن محمد الماجد، والباحثة الدكتورة هناء يونس. وتحدث الدكتور محمد العبودي عن جهود الملك فهد – رحمه الله – في تحقيق التضامن الإسلامي، حيث أمر رحمه الله بإنشاء عدد من المراكز الإسلامية في بلدان مختلفة، وأن تدار على نفقة المملكة العربية السعودية، فيما أكد الدكتور محمود عبدالهادي دسوقي اهتمام الملك فهد – رحمه الله – بخدمة الدعوة الإسلامية وحرصه عليها منذ توليه الحكم، موضحاً أنه في عهده أنشئت المؤسسات الإسلامية والجمعيات الخيرية التي كان لها دور كبير في خدمة القرآن والسنة المطهرة، حيث حرص – رحمه الله – على خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال طباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه إلى أكثر من لغة وتوزيعه في أنحاء العالم. من جانبه تحدث الدكتور ماجد الماجد عن جهود الملك فهد الشخصية في خدمة الإسلام والمسلمين وبناء المساجد والمراكز الإسلامية والثقافية في مختلف دول العالم. بعد ذلك أوضحت الدكتورة هناء يونس دور الملك فهد في دعم المسلمين دولياً حيث سلطت الضوء على دوره – رحمه الله – في دعمه للبوسنة والهرسك في جميع المجالات وإسهاماته في إيقاف الحرب في البوسنة والهرسك والتوصل إلى اتفاقية دايتون للسلام التي كان هو من الفاعلين في التوصل إليها وإيقاف الحرب بموجبها. وفي الجلسة الثانية بعد صلاة الظهر التي ترأس فعالياتها الدكتور محمد بن سالم العوفي أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وافتتح الجلسة بورقة عمل للدكتور مساعد إبراهيم الحديثي (السعودية) وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للبحث العلمي الذي قدم نماذج عن جهود الملك فهد بن عبدالعزيز في العناية بالأوقاف. وقدم الدكتور محمد بن زين العابدين رستم عضو هيئة التدريس بشعبة الدراسات الإسلامية في جامعة السلطان مولاي سليمان بالمملكة المغربية ورقة عمل تركز على (عناية الملك فهد بن عبدالعزيز بالقرآن الكريم من خلال تشييد مجمع طباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة) وطرح الباحث محمد حسين الموجان من فرع وزارة العدل بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية عناية الملك فهد رحمه الله بالكعبة المشرفة كما رصد بالوصف الأعمال المعمارية التي تمت في الحرمين الشريفين في عهده وتطرق الباحث محمد الموجان إلى مصنع كسوة الكعبة من حيث تاريخه وتطوره الإداري ودوره في خدمة الكعبة المطهرة خلال أكثر من 3 عقود، واختتمت الجلسة الدكتورة بركة مضيف الطلحي من وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي بالمدينة المنورة بورقة تطرقت من خلالها إلى أثر توسعة الحرم النبوي الشريف على الجانبين العلمي والثقافي في الحرم وانعكاس هذه التوسعة المباركة على تعليم كتاب الله تعالى وتفسيره وتعليم السنة النبوية الصحيحة وعلومها. وفي الجلسة الثالثة التي عقدت في الفترة المسائية برئاسة الدكتور صدقة بن يحيى فاضل عضو مجلس الشورى وتتحدث عن السياسة الخارجية للملك فهد بن عبدالعزيز ومعالمها والأدوار على أرض الواقع، وبدأت الجلسة بورقة عمل للدكتور عبدالرحمن سعد العرابي (السعودية) من قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز عن (دور الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي قراءة تحليلية) وعن نفس القضية ومن زاوية أخرى قدم الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشيحة (السعودية) من قسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية استقراءً للخطاب السياسي للملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في حل الأزمات أزمة الغزو العراقي للكويت أنموذجاً، يستنبط من خلاله عناصر الوضوح والشفافية لهذا الخطاب السياسي مستعرضاً نماذج منه ومقارناً بينه وبين الخطابات السياسية الأخرى، وحول أم القضايا العربية والإسلامية قضية القدس الشريف، وخصص الدكتور فتحي بن محمد الدرادكة (الأردن) بحثه (دبلوماسية الملك فهد بن عبدالعزيز تجاه القدس الشريف) مقدماً تحليلاً تاريخياً لمحاور الدبلوماسية التي انتهجها الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تجاه القدس داخل المملكة العربية السعودية وفي البعدين العربي والدولي. وخصص الدكتور محمد بن عبدالمؤمن (الجزائر) من كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهرانبالجزائر مشاركته في الندوة عن (مجهودات الملك فهد بن عبدالعزيز في إزالة عوائق التقارب الجزائري المغربي مع نهاية ثمانينيات القرن الماضي). وفي الجلسة الأخيرة التي عقدت يوم أمس ورأسها الدكتور محمد علي العقلا المدير السابق للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحدث باحثون أفارقة عن دعم الملك فهد للأقليات المسلمة في إطار الخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية للمسلمين والدعم المالي والسياسي لهذه الأقليات، حيث قدم الشيخ عبدالرشيد هدية الله (نيجيريا) من كلية الشيخ عبدالعزيز بن باز للشريعة بنيجيريا ورقة عن (تطور علاقات مسلمي نيجيريا بالمملكة العربية السعودية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز) وتحدث الدكتور كرم حلمي أحمد من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس بمصر عن جهود الملك فهد بن عبدالعزيز في دعم الأقليات المسلمة في العالم، وقدم الباحث المصري الدكتور محمد علي بيومي من كلية الآداب والتربية بجامعة الملك خالد بأبها ورقة بعنوان (جهود المملكة العربية السعودية في دعم القضية الصومالية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز) وختمت الجلسة بورقة عمل عن (العلاقات السعودية مع دول غرب إفريقيا في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود) قدمها الدكتور عبدالله بن عبدالرزاق إبراهيم من معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة بمصر.