لكل صبر حد، وعندما يستنفد ذلك الصبر من خلال الاستفزاز، والتهديد، وممارسة أساليب فيها غطرسة جنونية، حتماً سيكون هناك بالمقابل للطرف الآخر كلمة فصل، وحل للوضع بشكل جذري، تأكيداً للقول «اتقِ شر الحليم إذا غضب». جماعة الحوثي، وبالتحالف مع صالح، ونظامه الموالي له، شكَّلوا تنظيماً خطيراً في الفترة الأخيرة، بدأ بالانقلاب على الشرعية الدستورية في اليمن، وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس هادي، وبث الهلع، والخوف في نفوس الشعب اليمني عبر القيام بأبشع العمليات الإرهابية بتوجيه إيراني لزعزعة الأمن، والاستقرار في البلاد، فالسيطرة عليها. المملكة العربية السعودية كانت بدورها تراقب المشهد اليمني، وما يدور حولها، لكن النيات في اليمن لم تكن واضحة المعالم، فاليمن كان على شفا حفرة من أن تنفجر فيه حرب أهلية متعددة الأحزاب، ولربما يتحول إلى صومال ثانية. وفي اعتقادي أن تلك الفترة كانت بمنزلة الهدوء الذي يسبق العاصفة، وعندما بانت النيات الإيرانية، واتضحت الصورة في اليمن، وبعد طلب شرعي من الحكومة اليمنية، وتأييد دولي، ابتدأت عاصفة قوية «عاصفة الحزم» لإعادة الحق إلى أهله، وإرجاع الأمور الأمنية إلى ما كانت عليها، وإنقاذ الشعب اليمني من تحالف الحوثي، وصالح. «عاصفة الحزم» مما لا شك فيه هي ثورة عسكرية ضد الإرهاب بقيادة سعودية مع تحالف خليجي، وعربي، ودولي من خلال الضربات الجوية لمواقع الحوثي، وحليفه صالح، وفرض الحصار «الجوي، والبري، والبحري» عليهما، وبالنتيجة وقف تدخل إيران المباشر في اليمن، والتحكم في مضيق باب المندب. أعتقد أن الكل أصبح يعرف نيات إيران، وأطماعها في السيطرة على اليمن، وجعله قاعدة عسكرية لتهديد أمن الخليج، وهي نيات خبيثة، يلزم التصدي لها، ومواجهتها عسكرياً، لذلك ولدت عاصفة الحزم، للوقوف في وجهها، ودحرها، لكن الغريب في الأمر أن إيران لم تفهم من الدروس السابقة في بعض الدول، وتريد إعادة السيناريو نفسه في اليمن بقالب حوثي، ودعم، وتأييد من النظام السابق، وأعتقد أنها ستمنى بهزيمة تاريخية كبرى. ختاماً، من وجهة نظري: بعد هذه العاصفة أصبح ملف انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي مطلباً مهماً، وحساساً لأمن الخليج، لأن استقرار اليمن، وتطوره مهم جداً لمنطقة الخليج. لقد حان وقت الحزم، وإعادة البسمة، والبهجة إلى أبناء اليمن السعيد.