تفاعلت القوى الشبابية والشعبية اليمنية مع عملية عاصفة الحزم التي بدأتها دول عربية في اليمن في ساعةٍ مبكرة من صباح أمس الخميس. وخرجت تظاهرات مؤيدة للعملية في مدينتي عدن وتعز ومناطق أخرى من اليمن؛ رفع فيها المتظاهرون صوراً لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأعلام المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المشارِكة في هذه الخطوة التي وصفوها بأنها كانت حتمية وأتت في اللحظة المناسبة لوقف التمدد الحوثي والحيلولة دون سقوط عدن في يد الميليشيات. وشهدت المظاهرات في تعز وعدن مشاركةً سياسية من شخصيات محسوبة على الطيف السياسي اليمني الواسع باستثناء الانقلابيين الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال شهود عيان إن التظاهرات في مدينة عدن شهدت مشاركة محسوبين على أحزاب اللقاء المشترك وشخصيات من الحراك الجنوبي وسلفيين بجانب المشاركة الشبابية وحشود من المواطنين خرجت بعفوية إلى الشوارع بمجرد الإعلان عن بدء العمل العسكري العربي لصد تقدم الحوثيين نحو المدينة التي اتخذها الرئيس عبدربه هادي عاصمة مؤقتة للبلاد. وأوضح شهود العيان أن المتظاهرين رفعوا صور الملك سلمان بن عبدالعزيز ولافتات كتبوا عليها «شكراً سلمان»، وأثنوا على هذا التحرك مبدين ارتياحهم لما أسفر عنه من تراجعٍ للمتمردين ميدانياً. كما طالبوا بمحاكمة الرئيس السابق واعتبروا أنه المحرِّك للانقلاب الحوثي على الشرعية، وأكدوا رفضهم حديث الحوثي عن ارتباطهم بتنظيمي القاعدة و»داعش». وذكر الصحفي المراقب للأوضاع في اليمن، أنيس منصور، أن سكان عدن سجلوا تأييدهم ل «عاصفة الحزم» متغلبين على مصاعب تمثلت في استمرار الاشتباكات بين القوات الموالية للشرعية واللجان الشعبية من جهة والمتمردين من جهة ثانية. وفي تعز، خرجت مظاهرات حاشدة في المدينة، وغلب عليها الطابع الشبابي كما شاركت أعداد من النساء. وقال أنيس منصور إن المسيرات المؤيدة للضربة العربية خرجت بشكل عفوي وعرفت مشاركة أعداد كبيرة جابت شوارع تعز وصولاً لمعسكر قوات الأمن الخاص الموالية للحوثيين والرئيس السابق. وتحدثت مصادر يمنية أمس عن مشاركةٍ من قِبَل نشطاء الحراك الجنوبي في المظاهرات. وبحسب أنيس منصور، فإن ممثلين عن جميع القوى السياسية بما فيها اليسار التقليدي والتيار الإسلامي بتنوعاته شاركوا في المظاهرات في عدن وتعز، ولم يشذ عن القاعدة إلا الحوثيون والموالون لعلي صالح. وفي صنعاء، قال شهود عيان إن السكان سارعوا لشراء المؤن والوقود تمهيداً للبقاء في المنازل والابتعاد قدر الإمكان عن مواقع تجمعات المسلحين الحوثيين والقواعد العسكرية التي يسيطر التمرد على الشرعية عليها.