كرة القدم فن وإبداع ومهارات، ومن هنا انطلقت نجومية اللاعب وحب الجماهير له ولكل ما يقدمه داخل المستطيل الأخضر من فنون كروية وأهداف رائعة جميلة تطرب لها القلوب ويصبح هذا النجم حاضراً في قلوب محبيه في كل وقت وفي كل زمان، ولكن للأسف بعض هؤلاء النجوم ينحرفون عن مدارهم ويشوهون نجوميتهم اللامعة بتصرفات بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية، ولا تليق بأي لاعب جماهيري مميز. وبعضهم يميل إلى الخشونة الزائدة متى هبط مستواه وعجز عن منافسة اللاعبين المبدعين ليتسبب في إصابة غيره من اللاعبين بإصابات قد تنهي حياتهم الكروية، وبعضهم يتطاول على الحكام ويحاول الاعتداء عليهم بأسلوب غير حضاري. وبعضهم الآخر عندما يفوز فريقه تجده «يتنطط» أمام الكاميرات ليصرح وينتقد ويضحك فرحاً، ولكن عندما يخسر فريقه -وقد يكون هو سبب الخسارة لهبوط مستواه- تجده وللأسف يرفض الكلام ويهرب من أعين رجال الإعلام ويدير ظهره لهم، ونسي أنه قد كان يبحث عن الإعلام، وربما إن الاعلام ساهم في صناعة هذا اللاعب وبروزه ونجاحه، ولكن هنا تظهر الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين، وليست الهزيمة عذراً لأي لاعب لكي يخرج عن الروح الرياضية، وبعضهم يشوه رأسه ب «قصة القزع» رغم مخالفتها للدين ويصبح مثالاً للسخرية، ولو كان هناك كروت سوداء لاستحق مثل هؤلاء اللاعبين الحصول عليها بكل جدارة، ونسي هؤلاء النجوم أن من واجبهم أن يكونوا سفراء لأنديتهم ولوطنهم وعليهم التحلي بالأخلاق الفاضلة وعدم العنف الكروي غير المبرر والابتعاد عن الغرور والخروج عن النص وأن يرتقوا بفنهم الكروي وإبداعهم وأن يكونوا نجوماً في الأخلاق كما هم نجوم في الملاعب، وهنا نتذكر نجوماً مازالوا حاضرين في الأذهان -رغم اعتزالهم- أمثال ماجد عبدالله وفهد المصيبيح وصالح خليفة ومحمد الخليوي وعثمان مرزوق ومحمد عبد الجواد ومحيسن الجمعان وفهد المهلل وغيرهم كثير، نجوم كانوا قمة في الأخلاق والعطاء لم يصبهم الغرور والتعالي وقدموا للكرة السعودية كثيراً، ولم تَنْسَهُم ولن تنساهم الجماهير الرياضية على مر الأزمان لأنهم جمعوا بين الفن الكروي والأخلاق العالية فاستحقوا كل ثناء وتقدير، ويجب أن يتعلم منهم اللاعبون الشباب ويحذوا حذوهم لتظل نجوميتهم لامعة في سماء الكرة وفي قلوب الجماهير التي أحبتهم كلاعبين مبدعين بدلاً من تشويه كل ذلك بتصرفات تفقدهم بريقهم الكروي في مستقبل الأيام. وقفة تنشد عن الحال … هذا هو الحال.