بعد مضي 4 أيام من العرس الثقافي الذي عاشته مدينة الدمام خلال هذا الأسبوع، بعرض ما يزيد عن 66 فيلماً قصيراً شاركت في مسابقة المهرجان الثاني، وجدنا أن المتابعين للمهرجان انقسموا على أنفسهم، بعضهم يتابعه بهدف الاستفادة من هذا العرس الثقافي الذي عاشته المنطقة، والآخر بهدف الاصطياد ويبحث عن صورة أو مشهد يمكن أن ينسج القصص والحكايات التي يقوم ببثها لتشويه فكرة المهرجان. لم نجد جمهوراً حرص على حضور فعاليات ثقافية مثل حرص هؤلاء الشباب في هذا المهرجان، وما كان ذلك إلا دليلاً على أن شبابنا في المملكة يمتلكون مواهب يريدون صقلها من خلال الحوار مع صناع الأفلام الذين حضروا هذا المهرجان. عكس الجمهور الذي يحضر الفعاليات الثقافية ولا يتجاوز عددهم 15 شخصاً، 5 منهم قدموا مع المحاضر. وهذا دليل على ضرورة إعادة استراتيجية الفعاليات الثقافية والاهتمام بفئة الشباب المهتمين في كل صغيرة وكبيرة من خلال ما يطرحونه من أفكار، وها هم أنفسهم (الشباب)، سنلتقيهم بعد أيام في معرض الرياض للكتاب وهم يبحثون عما يغني معارفهم وروحهم الثقافية، حتى استطاعوا أن يجعلوا من معرض الرياض أفضل المعارض على مستوى العالم العربي، ونحن مازلنا نشتكي بين الحين والآخر أن الجيل الجديد لا يقرأ. ليس هنا بيت القصيد فيما أريد قوله، ولكن أردت المرور على تلك العقول التي تصادر الفرح والحياة من حياة المواطن باحثة عن سوداوية الحياة، في محاولة لتقليب الرأي العام على جميع الثقافات والفنون معتبرة إياها مفاسد لمجتمع الفضيلة، وعن أي فضيلة يتحدثون لا أحد يعلم. لقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية وهاشتاق على تويتر ضد المهرجان، ومشرفه العام أحمد الملا، وكذلك على نشاط الجمعية السعودية للثقافة والفنون التي لم ينلها أي نصيب من تلك الملايين التي تم منحها للأندية الأدبية لترتقي بالثقافة، بينما رؤساؤها يتحكمون في كل فعالية ويحاولون صرفها فقط على لجان واجتماعات وربما مهرجانات لا تذكر. كما قام هؤلاء المدعون – للفضيلة – بالخلط بين مهرجان الفيلم السعودي وبين – مهرجان للسينما-، ونحن هنا لسنا ضد افتتاح صالات ترفيهية للأفلام السينمائية ضمن ضوابط المجتمع، ولكن هذا المهرجان لا علاقة له من قريب أو بعيد بمطالبات سابقة حول السينما في المملكة، إنه مهرجان لصناعة الأفلام القصيرة وكيف يمكن لهؤلاء الشباب أن يصقلوا تجربتهم بتقنية عالية وتكاليف بسيطة، هؤلاء الشباب نفخر بهم حينما يفوزون في المهرجانات ولكننا لا نكرمهم في الداخل. السينما في معناها المتعارف عليه وليس اللغوي (شباك وتذاكر)، ومثل هذا المهرجان لا علاقة له بالشباك أو التذاكر، بل طمح القائمون عليه إلى أن يقدموا رؤية ثقافية وفنية صادقة تبعد مجتمعنا عن تلك الأفكار الضالة التي يبثها دعاة الفتنة والتحريض بهدف «دعششة» أفكار الشباب. وما نجده من تقارير كيدية كتبت في الصحافة الإلكترونية عبر أقلام «داعشية»، تدعي فيها أن المهرجان يقيم حفلات ماجنة ويحاول أن يبث التغريب في المجتمع، ماذا سنقول عن أفكارهم التي سبق وأن قدموها عبر – المخيمات الشبابية – وكانت تبث الحماس في المراهقين ليذهبوا ضحية أفكارهم «الجهادية».