حذّر الشاعر أحمد الملا من مغبة الاستمرار في رفض ومنع عرض الأفلام السعودية التي أنتجها عدد من الشباب الموهوبين في هذا المجال، مشيرًا إلى أن استمرار هذا المنع سيؤدي إلى انحراف هذه الأفلام إلى اتجاهات ليست في الحسبان، وسيكون الندم ساعتها متأخّرًا.. الملا أشار إلى أن شعراء قصيدة النثر في السعودية باتوا يشكلون حضورًا لافتًا في المنابر العربية والدولية، منوّهًا الى أن مرحلة الانبهار بوجود تجربة إبداعية سعودية في هذا المجال لم تعد تفرح بقدر ما تحمل في طياتها قدرًا من الجهل.. الملا وصف تجربته الأخيرة في ديوانه «تمارين الوحش» بالمختلفة مشيرًا الى أنه كتبها بمزاج منسجم وارتاد عبرها مناطق لم يعتد الاقتراب منها.. أما موقفه من مجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، والمشهد النقدي، وواقع الصحافة الثقافية، وغيرها من المحاور الأخرى فلها مكان في هذا الحوار.. ديوان بمزاج منسجم * ما الجديد الذي يميز ديوانك الأخير عن غيره من دواوينك لغة أو فكرة لتصفه ب “التجربة المختلفة”؟ ** «تمارين الوحش» هو عنوان مجموعتي التي صدرت منذ أيام عن دار الغاوون - بيروت (لم أره بعد)، وهو تجربة كتبت في مزاج منسجم، وامتداد زمني قصير، وبحساسية تجاه الكتابة منتبة لها قدر الإمكان، حاولت أن أرتاد مناطق لم أعتد الاقتراب منها، وبروح مغامرة ولذة لم أعهدها من قبل، همت معها دون تردد ولا وجل حتى تشكّلت المجموعة ودفعتها مباشرة للنشر. * على أي وجه رسمت تأملات الحياة في قصائد هذا الديوان؟ ** رؤية للحياة مليئة بالحب لكنه الحب المناقض للوداعة والرقة والدعة، بل حب في حالاته الوحشية، لا يستسلم لها حسب شروطها ولا يقبلها كيفما اتفق بل ينقض على الحياة بضراوة ونهم، لربما هو إحساس عميق بمدى التفريط والتساهل أو اللا مبالاة بقيمة اللحظة وعبورها. نشر مجحف ومذل * لك مجموعتان شعريتان جاهزتان للطباعة.. فلم قدمت عليهما هذا الديوان رغم حداثة قصائده؟ ** شروط النشر مجحفة ومذلة، وكان عليَّ أن أختار طباعة مجموعة واحدة على نفقتي، وبعد اعتذار نادي حائل الأدبي عن طباعة إحدى مجموعتي الجاهزتين. * كيف تقيم التجربة الأولى لك مع دار الغاوون للنشر والتوزيع؟ ** لا أدري، أبلغتني الدار بصدورها منذ أسبوعين، وحتى الآن أقرأ في الصحف مثل الآخرين أنها صدرت، ولم أرها ولا أعرف متى أحصل على نسخة منها. تمدد جغرافي * كيف ترى وضع قصيدة النثر في السعودية.. هل ما زال مراوحًا مكانه؟ ** عند تأمل ملامح قصيدة النثر في السعودية ضمن الشعرية العربية، نجد تشابهًا في ظروف نشأتها سواء مصاعب التجديد وحفر موقعها في المشهد، مرورًا بامتلاك أدواتها الشعرية وصقل تقنياتها الفنية حتى ترسيخ حضورها الطبيعي على خارطة الشعر محلّيًا ومن ثمّ عربيًّا، فمنذ سبعينيات القرن الماضي وصدور ديوان «إلى متى يختطفونك ليلة العرس» للشاعرة فوزية أبوخالد، وهي المجموعة التي شكلت علامة الريادة لقصيدة النثر في السعودية، مرت التجربة بمخاضات على مستويات عدة من خارجها: واجهت نفي المؤسسة التقليدية، وذائقة التلقي المحافظة، أما ما واجهته من داخلها فكان سؤال الإبداع هو الأهم، وعبر طريق شائك وصلت لما هي عليه الآن من تجارب مختلفة بحسب تعدد شعرائها. بطبيعة الحال الإبداع لا يراوح مكانه على الإطلاق، بل نجد حاليًا أن قصيدة النثر في السعودية تمتد على كامل التراب الثقافي في بلادنا جغرافيًّا، ولها من الحضور في المهرجانات العربية والدولية ما يدل على تحقيقها لمكانة واضحة في نسيج الشعر العربي. * وما الذي ينقصها حتى تتقدم أكثر؟ ** هو ما ينقص بقية فنون الإبداع كلها، فليست حال قصيدة النثر مسألة استثنائية في ظل الاشكاليات التي تخيّم على الخارطة الثقافية عامة. الشعر في ذاته مسؤولية الشاعر، أما احتياجاته المساندة فهي تلك الاحتياجات التي تنقص بقية الفنون، من مناخات تألفه ولا تضيق عليه، مثل حرية التعبير، إعادة الاعتبار للإبداع بوصفه منتجًا أساسيًّا في تشكيل الوجدان الاجتماعي، توفير فرص التلقي.. * هل ترى لرواج قصيدة التفعيلة أثرًا على مستقبل قصيدة النثر؟ ** نهر الشعر واسع ولا يضيق بأهله، ومشارب الناس حسب كل ذائقة، وجمال اللوحة الشعرية في تنوّعها مثل الفسيفساء، تجاور ألوان. شخصيًّا يلذ لي نص تفعيلة من محمد الثبيتي وعبدالله الصيخان وعبدالمحسن يوسف، في نفس الوقت الذي يلذ لي نص من علي العمري وأحمد كتوعة ومحمد خضر. مغامرة واكتشاف * إلى أي شيء ترجع أسباب تحولك من القصيدة التقليدية إلى قصيدة النثر؟ ** تجربتي تصفني شخصيًّا، ليست نموذجًا لأحد سواي. تربت ذائقتي بطريقة تقليدية كعادة جيلي، في المدرسة والاهتمام، وفي مرحلة مبكرة بدأت التلصّص على منابع من القراءات المختلفة عما يفرضه علي المحيط، وفي المرحلة الجامعية أتيح لي دخول المكتبة بمعناها الدقيق، وحين بدأت الكتابة استندت الى أعمق مخزون لدي وتشكّل في القصيدة الكلاسيكية، وكانت أقرب ما يكون لاختبار شعوري دون الالتفات للقالب والشكل، ومن ثم بدأت مرحلة اكتشاف الشعرية العربية المعاصرة وكانت تجربتي في قصيدة التفعيلة ثمانينيات القرن الماضي، وخلال اختمارات الذائقة المفكر بها، بحثت عن طبيعة الأدوات المنسجمة مع قناعتي وذائقتي أولًا، ثم تلك الأدوات المعبّرة عن لحظتها التاريخية، أدوات لا ينفصل الشكل فيها عن موضوعه ومفاهيمه ووجدتها في قصيدة النثر، وما زلت من داخلها باحثًا ومغامرًا ومكتشفًا. وكما قلت هي تجربة تصفني شخصيًّا. خيوط إعلامية * برأيك ما سبب عدم بروز كثير من شعراء قصيدة النثر؟ ** في هذا السؤال فرضية مسبقة، لست متفقًا معها، إن أردت تناول عدم بروز الشعراء الآن وهنا، فيمكن بسط ذلك على المشهد الشعري ككل، بل على المشهد الثقافي عامة، فإشكالية البروز الإعلامي مسألة ترتبط أغلب خيوطها في الإعلام نفسه والحالة الاجتماعية المحيطة بالثقافة. لكننا نستطيع الالتفات إلى أن تجربة قصيدة النثر في السعودية، يتحقق لها الآن حضور ينفي الفرضية المسبقة في السؤال عندما نقيس عدد المجموعات الشعرية الصادرة لشعراء سعوديين، ومقارنة حجم تجربة قصيدة النثر بينها عن سواها، كما أننا نجد أغلب الملتقيات العربية والدولية المهتمة بالشعر تركز على تجربة قصيدة النثر في السعودية سواء في تناولها النقدي كظاهرة، أو دعوتها لشعراء التجربة أنفسهم، مهرجان أصوات المتوسط، فرنسا 2010م: الشاعرة فوزية أبوخالد والشاعر عيد الخميسي، مؤتمر قصيدة النثر الثاني، القاهرة 2010م، قافلة الشعر الألماني العربي 2010م والعديد من الأمثلة. * وهل كتابتها صعبة إلى هذا الحدّ الذي جعل شعراءها معدودين؟ ** نبهتني فرضيتك التي بنيت عليها السؤال، أن أضع أسماء الشعراء على ورقة أمامي، وبعد دقائق اتضح لي وجود أكثر من 54 شاعرًا وشاعرة من صميم تجربة قصيدة النثر في السعودية ممن أدركتهم الذاكرة السريعة، هل تظن أن المسألة في العدد؟.. أما صعوبة الكتابة من عدمها، فالمسألة حمّالة أوجه، وتعتمد على الزاوية والعين التي تطل منها عليها، إن رغبت اعتبرت غياب قاعدة الشكل المسبقة سهولة ويسرًا، أو على العكس، مغامرة مفتوحة لا تتكئ على قوالب جاهزة، وتحديًا يستفز التجديد. وإن شئت اعتبرت موسيقى التفعيلة حجابًا واستجداء للمتلقي، أو أنه شهادة قدرة وتمكّن لامتلاك الأدوات. وهكذا يستمر مثل هذا السؤال وأشباهه في الانشغال بمتلازمات الشعر بعيدًا عن الشعر نفسه. إشكاليات النقد * وكيف ترى مواجهة النقد لقصيدة النثر.. هل تعامل مع التجربة كما ينبغي؟ ** المشهد النقدي في السعودية يحمل في طياته إشكالياته التي تعيقه عن متابعة وتناول الإبداع الأدبي بالدرس والبحث، إلا أن بعض الاستثناءات تلوح بين الفينة والأخرى، بعضها ينصب في الجهد الانطباعي أو الصحفي، وقلة تركب الصعب بالمنهج والتحليل. * حلت المملكة مؤخرًا ضيفة على ملتقى قصيدة النثر في مصر وتم تكريم عدد من شعراء ** قصيدة النثر في المملكة هناك.. فهل بات شعراء النثر في المملكة ينافسون عربيًا؟ شعراء قصيدة النثر في السعودية يتركون علاماتهم في الملتقيات العربية والدولية، بعيدًا عن نظريات المراكز والأطراف، فمرحلة الانبهار بوجود تجربة إبداعية سعودية موازية لم تعد تفرح بقدر ما تدل في باطنها على الجهل. وليس من مفهوم واضح لدي لمنافسة بين الشعراء لا محلّيًا ولا عربيًّا. * ألا يمكن النظر إلى هذا التكريم بوصفه اعترافًا بمرحلة وتجربة مضت من قصيدة النثر؟ ** بل تقدير بتجربة مرحلة تمتد للمستقبل. فأغلب شعراء قصيدة النثر في السعودية ممن تحققت لهم إصدارات وحضور محلي وعربي، هم في أوائل مراحلهم العمرية في الإبداع. * اهتمامك بالفن التشكيلي هل جاء من باب الاحتراف أم الهواية؟ ** متابعتي للفن التشكيلي أحد تلك الاهتمامات، وكلها في مهب الشغف والهوى، مما أتاح لي الاقتراب من التجربة التشكيلية، وعدد من مبدعيها. ربما أيضًا، بحكم عملي السابق في الصحافة الثقافية الذي وفّر لي فرصة الكتابة عن بعض التجارب التشكيلية. * وما علاقة الشعر لديك بالسينما؟ ** يعود اهتمامي بالسينما تبعًا لاهتماماتي بعدد من الفنون، فلي متابعاتي بالفنون التشكيلية، والمسرح، والموسيقى، والرقص الحديث، وهي نتيجة شغف بالجمال في كل تجلياته الطبيعية والإبداع الإنساني. من هنا تجيء السينما كمحصلة لعدد من الفنون الجميلة، بصريًّا وسمعيًّا وفضاء إنسانيًا مفتوحًا على الثقافات. تشكلت ذائقتي تبعًا لهذا المزيج، مما ترك تأثيرًا واضحًا في نصوصي. تشكيلة منسجمة * برز نادي المنطقة الشرقية في ظل الإدارة الجديدة في دور مختلف عمّا عُهد عنه.. فما أهم هذه التحوّلات؟ ** يمكن اختصار ذلك في انسجام تشكيلة مجلس الإدارة، التي نظمت طريقة عملها بشكل ميسر لفرص الإنتاج والتنشيط الثقافي، مما أتاح الكثير من المرونة والسرعة في اتخاذ المبادرات الثقافية في نشاطاتها وإصداراتها. * وما أهم طموحات النادي في المرحلة المقبلة؟ ** الإعداد لانتخابات مجلس الإدارة قبل مغادرة المسؤولية الإدارية. سينما مفقودة * كيف لك أن تقيم تجربة النادي في الاتجاه للسينما وعرض الأفلام؟ ** تتضمن لائحة الأندية الأدبية - قديمها وحديثها - على عرض الأفلام الثقافية في النادي، من هذا المنطلق أدى النادي دوره في اختيار وعرض عدد من الأفلام خلال دورة مجلس الإدارة الحالي. أما مسألة السينما، فالنادي لا يملك فضاءً يمكن أن نطلق عليه هذا التعريف، وإن كنت شخصيًّا أتمنى تحقيقه. نفي ثقافي * هذه التجربة جوبهت برفض شديد في أندية أدبية أخرى، كيف تغلبتم على مثل ذلك، وهل تقبّل المجتمع الفكرة بتلقائية؟ ** يفترض بأن الأندية الأدبية منارات ثقافية، تبتعد عن الأحكام الجاهزة والمسبقة، وعندما يتم تقديم عرض على شاشة أو قماشة بيضاء لا يتعدى ذلك استخدام وسيلة تقنية مثلها مثل التليفزيون، المحك هو ما يعرض وليس طريقة العرض، الكل يستخدم البروجكتر ولن تمنع ذلك، المسألة في نوعية المادة المعروضة. في النادي نقوم باختيار الأفلام المناسبة للعرض، عبر لجنة داخلية، وأغلب عروضنا لأفلام أنتجها مخرجون سعوديون تستحق الدعم والتشجيع بدلًا من نفيهم ثقافيًّا خارج البلاد، حيث تمتد لهم الأيدي بالترحيب والتقدير. * لكننا في الفترة الأخيرة لم نعد نسمع بقيام النادي بعرض أفلام سينمائية.. فما سبب ذلك؟ ** برنامج فعاليات النادي لم يتغير وعروضه المرئية مستمرة. * يرى البعض أن اتجاه النادي للسينما أثّر في وضع الفنون الأخرى واهتمام النادي بها؟ ** لجنة الفعاليات والمقهى الثقافي يضعان برنامجًا متوازنًا بين مختلف المجالات الثقافية بتنوعاتها، ولمختلف شرائح المجتمع وأطيافه، ولم يسبق أن لاحظنا تغليب مجال على آخر. * أشرفت على مسابقة الأفلام السينمائية السعودية التي نظمها النادي العام الماضي.. فكيف كانت تجربة النادي في ذلك؟ ** نفذ النادي بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام مسابقة أفلام السعودية الأولى منتصف عام 2008م، وافتتح معالي وزير الثقافة والإعلام احتفاليتها، وكانت تجربة ناجحة، كخطوة جمعت المبدعين من صنّاع الأفلام السعودية، التقى في أيامها ولياليها الخمس عدد كبير من الكتاب والمخرجين والممثلين والنقاد والإعلاميين والمحاضرين من السعودية وخارجها، وكانت العروض المتوالية والمحاضرات والندوات والورش، مدار نقاش وحوار، رافقه مطبوعات مثل الكتب والنشرة اليومية... وكم تمنينا أن يتاح لشبابنا المبدعين الاستمرار في مثل هذا التجمع الحضاري. * برأيك ما سبب التوجه السينمائي بشكل قوي وواضح في المنطقة الشرقية وتحديدًا في محافظتي القطيف والأحساء؟ ** توجّه الشباب إلى السينما ليس حصرًا على منطقة، فبعد المسابقة والتعرّف على عدد من الفرق الشابة، لاحظت تنامي إنتاج الأفلام القصيرة في مختلف مناطق المملكة ومدنها، وهو أمر طبيعي ولا غرابة فيه، فالشباب هم جيل الثورة المعلوماتية والعولمة، التي من أهم مظاهرها الفنون البصرية، لهذا نجد أن أهم المسابقات والمهرجانات السينمائية في الخليج، تتلقى أكبر مشاركاتها من السعودية وبنمو يتصاعد في كل دورة. اتجاهات ليست في الحسبان * وهل لذلك علاقة بالقرب من بعض دول الخليج التي لها باع طويل في السينما؟ ** شباب السعودية هم العمق الاستراتيجي لشباب هذه المنطقة، يؤثّرون ويتأثّرون بمن حولهم، لكن استمرار نفي تجاربهم الإبداعية إلى الخارج ومنعها في وطنهم، سينتج أعمالًا في شكل ما كان لها أن تأخذه لو لقيت الاعتراف والاستقطاب في بيئتها ومعروضة بين أهلها. ومع استمرار منع عروض الأفلام السعودية وعدم احتضانها ونفيها كما يحدث الآن، أتوقع -ولا أتمنى- أن تأخذ تلك الأفلام اتجاهات ليست في الحسبان، حينها لن ينفع الندم. * أين وصلت فكرة النادي السينمائي، وما فكرة هذا النادي، ورؤيته وأهدافه؟ هل قدمت للوزارة، أم أن الفكرة ما زالت قيد الدراسة؟ ** الفكرة أن يتم تشكيل نادي للأفلام السعودية ومقره جمعية الثقافة والفنون بالدمام، لتوثيق الأفلام ومساعدة وصقل مهارات العاملين في صناعتها، والإعداد والإشراف على مسابقة الأفلام سنويًّا، وقدمت للوزارة. * ما دورك في ظهور أول فيلم سينمائي (ظلال) للفنانة ريم البيات؟ ** كاتب السيناريو. * أين تقف من كل ما يحدث من خلافات في الأندية الأدبية؟ أقف وحدي دائمًا، وفي نادي الشرقية اختلافات الرأي ودّية ومنتجة لمصلحة العمل. انتخابات ضرورية * وهل أسهم المثقف بدور حقيقي في العمل الثقافي المؤسساتي أم أنه كان عبئًا؟ ** تجربة تعيين المثقف لإدارة المؤسسة الثقافية، لم تنجح، وإن كانت حسب المبررات في حينها، أنها مرحلية للإعداد للانتخابات المباشرة. المؤسسات تحتاج للانتخابات، والشخصية الاعتبارية المستقلة عن الوزارة، من منطلق أنها إحدى مؤسسات المجتمع المدني. والمثقف ليس بالضرورة إداريًّا نجاحًا. واقع الصحافة الثقافية * وكيف تقيم وضع الصحافة الثقافية في المملكة كونك أحد العاملين فيها سابقًا؟ ** لا أتفق مع المتشائمين بمستقبل الصحافة الورقية، لكني على يقين أنها تحتاج إلى إعادة النظر في البنية الفلسفية والركائز الأساسية التي تقف عليها، عطفًا على تحولات الميديا المتسارعة، فأغلب صحفنا التي تشكو من مزاحمة الميديا لها، لم تدرك أو تتحرك بعد في اتجاه صناعة صحافية معاصرة للمستجدات. أما الصحافة المتخصصة، فلن ترتقي إلا بارتقاء المجال نفسه، فحين تثور الحركة الثقافية ويتوهج فعلها في زخم اجتماعي، تنشط الصحافة الثقافية، وبركود الحال تخبو وتضمر الصحافة الثقافية.