قال وزير الدفاع الأمريكي الجديد آشتون كارتر للصحفيين في العاصمة الأفغانية كابول أمس إن واشنطن تراجع خطة لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 2016 لضمان الحفاظ على التقدم بعد الحرب المستمرة منذ أكثرمن عشر سنوات. وبموجب الخطة الحالية ستخفض الولاياتالمتحدة قواتها في أفغانستان إلى خمسة آلاف هذا العام، وتقلص هذا العدد تدريجياً إلى الوجود «المعتاد» للسفارة الأمريكية بحلول 2016. وقال كارتر في أول رحلة للخارج بعد أداء اليمين وزيراً للدفاع يوم الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة تعيد النظر في مستقبل مهمة مكافحة الإرهاب في أفغانستان. وتمهد تصريحات كارتر الطريق لمحادثات تجرى الشهر المقبل عندما يزور الرئيس الأفغاني واشنطن. وقال كارتر في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني بعد ساعات من وصوله إلى كابول «أولويتنا الآن هي ضمان الحفاظ على هذا التقدم.» وأضاف «لهذا السبب يدرس الرئيس باراك أوباما عدداً من الخيارات لتعزيز دعمنا لاستراتيجية الرئيس عبد الغني الأمنية بمافي ذلك إجراء تغييرات على جدول انسحاب القوات الأمريكية». من جهته قال عبدالغني إنه يتوقع مناقشة عدد القوات الأمريكية مع أوباما «في إطار شراكة أكبر». كانت استراتيجية الانسحاب الحالية أثارت انتقادات حادة من الجمهوريين في الكونجرس، والذين يقولون إن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مواجهة حركة طالبان قد تضيع بشكل كبير بنفس الطريقة التي عاد بها العنف الطائفي إلى العراق بعد الانسحاب الأمريكي. وتعرَّض الجيش الوطني الأفغاني والشرطة الأفغانية لخسائر فادحة العام الماضي وهو الأكثر دموية منذ بدأت الحرب على طالبان في 2001. ومع ظهور أعداد قليلة من المتشددين الذين يؤيدون تنظيم «داعش» الذي اجتاح شمال العراق الصيف الماضي زاد القلق بشأن المخاطر مع انسحاب القوات الأجنبية. وقال كارتر إن وجود تنظيم «داعش» في أفغانستان يبدو»طموحاً». لكنه اعترف أيضاً بأن مستقبل المهمة الأمريكية لمكافحة الإرهاب قيد المراجعة أيضاً. وأضاف كارتر «نحن نناقش ونعيد النظر في تفاصيل مهمة مكافحة الإرهاب وكيف تغيَّرت البيئة هنا فيما يتعلق بالإرهاب منذ وضعنا أو لخططنا».