شن مسلحون من جماعة بوكو حرام الإسلامية هجوما جديدا فجر أمس في ديفا جنوب شرق النيجر، استهدف سجنا في هذه المدينة المحاذية لنيجيريا، على ما أفادت مصادر إنسانية. وقال أحد هذه المصادر «حصل تبادل إطلاق نار كثيف في ديفا ووقع هجوم على السجن المدني»، فيما أكد مصدر آخر أن «الهجوم فشل وتم صد المهاجمين بسهولة» دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقال صحافي من مدينة ديفا إنه شاهد «جثث مقاتلين من بوكو حرام» في «عربة الموتى التابعة للبلدية» التي كلفت بجمعها، كما روى هذا الصحافي. وقال صحافي آخر، إن إطلاق النار جرى بين منتصف الليل وال 8 صباحا، مشيرا إلى «هجوم جريء جدا لبوكو حرام». وأضاف «لا أحد يعرف من أين دخلوا». وتوعد زعيم جماعة بوكو حرام أبو بكر شيكاو في شريط فيديو جديد نشر أمس، بإلحاق الهزيمة بالقوات العسكرية الإقليمية التي تقاتل جماعته الإسلامية في شمال شرق نيجيريا وفي النيجروالكاميرون. وقال في شريط فيديو مدته 28 دقيقة نشر مع شريطين آخرين على موقع يوتيوب، إن «تحالفكم لن يؤدي إلى شيء. اجمعوا كل أسلحتكم وواجهونا. فأنتم على الرحب والسعة». وتقدم قوات تشادية وكاميرونية ونيجرية الدعم للجيش النيجيري منذ أيام عدة ضد الجماعة الإسلامية، التي يهدد تمردها بنقل النار إلى الدول المجاورة. ويحتوي شريط فيديو آخر مشاهد لزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، إضافة إلى مشاهد من الأرشيف مع صوت يذكر بخلافة سوكوتو، التي أقيمت في القرن ال 19في منطقة تغطي شمال نيجيريا الحالي، وعمل الاستعمار البريطاني على تفكيكها في 1903. وقال شيكاو «سنقاتل العالم أجمع عبر تطبيق مبدأ: من يعصي أمر الله والنبي إما أن يخضع أو يموت أو يتحول إلى عبد». وأشار شيكاو سابقا إلى البغدادي، لكن يبدو أنه يريد هذه المرة إدراج بوكو حرام في إطار جهادي أكثر شمولية. وبوكو حرام التي هاجمت مرات عدة شمال الكاميرون، شنت أيضا منذ الجمعة 3 عمليات واسعة النطاق في مدن في جنوب شرق النيجر. وفي خطابه الذي دام 28 دقيقة، ويتحدث فيه بالعربية وبلغة الهوسا أيضا (اللغة الأكثر تداولا في شمال نيجيريا)، يسخر شيكاو من القوة التي تضم 8700 جندي من نيجيرياوالنيجر وتشاد والكاميرون وبنين، التي سترسل إلى شمال شرق نيجيريا لمقاتلة بوكو حرام. وقال بالعربية «ترسلون 7 آلاف جندي؟ لماذا لا ترسلون 70مليونا؟ هذا ليس بكثير. فقط 7 آلاف؟ والله هذا قليل. سنأسرهم واحدا واحدا». وحمل أيضا مباشرة على إدريس ديبي الرئيس التشادي، الذي يشن جنوده حاليا هجوما واسع النطاق ضد المواقع الإسلامية في الأراضي النيجيرية. وبحسب واشنطن، فإن بوكو حرام قد تعد ما بين 4 آلاف إلى 6 آلاف رجل، لكن الجماعة مجهزة بشكل جيد بعد عدة هجمات ضد قواعد عسكرية نيجيرية.