قال مسؤولو مخابرات أمريكيون: إن جماعة بوكو حرام المتشددة، لا تشكل تهديداً لحقول النفط في نيجيريا، وإن لديها ما بين أربعة آلاف وستة آلاف من المقاتلين "الأساسيين." وفي تقييم للجماعة التي تضمن تمردها الذي بدأ قبل خمس سنوات، مذابح وخطفا امتد من نيجيريا إلى الدول المجاورة، قال المسؤولون: إنهم لا يعتقدون أنها تشكل تهديداً كبيراً لحقول النفط في نيجيريا. وقال المسؤولون: إن من المعتقد أن المتشددن مازالوا يحتجزون 300 تلميذة كانوا قد خطفوهن، العام الماضي، ووزعوهن على أماكن عدة. وقتل نحو عشرة آلاف شخص في هجمات بوكو حرام العام الماضي. وتشكل بوكو حرام أكبر تهديد أمني في نيجيريا أكبر مصدر للنفط وأكبر اقتصاد في أفريقيا. ويبدو أن القلق من هذا التمرد أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الدعم السياسي على ما يبدو لزعيم المعارضة محمد بخاري في انتخابات الرئاسة التي تجري في 14 فبراير. ويعتقد نيجيريون كثيرون أن بخاري سيكون قادراً، بوصفه حاكماً عسكرياً سابقاً، على تعزيز جهود الجيش للتصدي للتمرد، وأنه كمسلم، ربما يكون حتى قادراً على تقويض بعض من الأفكار العقائدية لبوكو حرام. وقال المسؤولون: إن المتشددين شنوا هجمات صغيرة وكبيرة في اِلأسابيع الأخيرة، وتوقعوا استمرار هذا النمط المتأرجح من العمليات خلال العملية الانتخابية. وقال مسؤولون في المخابرات الأمريكيون: إن القوات المسلحة النيجيرية تواجه ضغطاً في قتال المتمردين بالإضافة إلى مشاركتها في قوات حفظ السلام الدولية. ولكن القوات المسلحة في الكاميرونوتشادوالنيجر المجاورة التي مدت بوكو حرام هجماتها إليها، تقوم بدور نشط على نحو متزايد في قتال هذه الجماعة. وقال مسؤول: "لم يعرف بعد حجم المهارة التكتيكية التي تمتلكها (بوكو حرام)." وتقول مصادر في المنطقة: إن تشادوالكاميرون ترسل آلاف الجنود كما عززت النيجر حدودها ضد بوكو حرام. وقال المسؤولون: إنه خلال العام الماضي، أقامت بوكو حرام "ملاذاً آمناً" في الأراضي التي سيطرت عليها والتي تشمل 30 بلدة وقرية أو أكثر. وبثت بوكو حرام شرائط مصورة تشيد بمتشددي تنظيم داعش الذين سيطروا على مناطق بالعراق وسوريا. ولكن أحد المسؤولين الأمريكيين قال: "لا يوجد تعاون تكتيكي أو اتصال بين قيادتي الجماعتين." وشن عناصر بوكو حرام، الجمعة، للمرة الأولى، هجوماً في النيجر على قرية قريبة من الحدود مع نيجيريا، أسفر عن مقتل مدنيين وعسكريين بعد تعبئة إقليمية للتصدي للجماعة المتطرفة. واستهدف الهجوم الذي بدأ صباحاً، قرية بوسو واستمر أربع ساعات، كما قال يعقوبا سومانا حاكم ديفا كبرى مدن المنطقة، جنوب شرق النيجر. وأضاف، أن "الأمور عادت إلى طبيعتها" عند الظهر. وأعلن وزير دفاع النيجر محمد كاريدجو، أن 109 مقاتلين من بوكو حرام قتلوا خلال الهجمات الأولى الواسعة للجماعة في بلاده، في حين قتل بالمقابل أربعة عسكريين من جيش النيجر ومدني. وقال وزير الدفاع في تصريح عبر التلفزيون الرسمي: إن هجمات بوكو حرام التي استهدفت مدينتي بوسو وديفا في جنوبالنيجر قرب الحدود مع نيجيريا، أوقعت أيضاً 17 جريحاً في صفوف قوات أمن النيجر، في حين اعتبر جنديان في عداد المفقودين. وليست هناك أية حصيلة عن الجنود التشاديين الذين "يقدمون الدعم" لجنود النيجر "للقضاء على المهاجمين الذين تمكنوا من التسلل إلى بوسو" بحسب وزير الدفاع. وقد افاد مصدر أمني تشادي، أن قائد القوات التشادية المنتشرة في النيجر بمواجهة بوكو حرام الجنرال يحيى داود، أصيب برصاصة الجمعة في مدينة بوسو. وأصيب الجنرال برصاصة في البطن، أطلقها مقاتل من بوكو حرام تظاهر بالموت، حسب ما أضاف المصدر نفسه. ونقل الجنرال التشادي إلى مستشفى النهضة في نجامينا، مساء الجمعة. وقال وزير الدفاع: إن قوات النيجر تمكنت في ديفا من "صد هجوم بوكو حرام عند" أحد الجسور "مكبدة إياها خسائر فادحة". وأضاف، أن الهدوء "يسود المدينتين حالياً" مشيراً إلى عمليات تمشيط "جارية" هناك. من جهته، قال مصدر في منظمة إنسانية: إن إطلاق نار متقطع سمع في ضواحي بوسو بعد الظهر. وقالت إذاعة انفاني الخاصة: إن جنوداً نيجريين أصيبوا ونقلوا إلى مستشفى ديفا على بعد 100 كلم من بوسو التي تتمركز فيها قوات تشادية منذ، الإثنين. وقال مصدر، طالباً عدم ذكر اسمه: إن "المعارك توقفت واستعاد العسكريون السيطرة على الوضع. الجنود النيجريونوالتشاديون منتشرون في الشوارع". وقال مصدر آخر في منظمة إغاثة: إن الجنود التشاديينوالنيجريين تمكنوا من التصدي لمقاتلي بوكو حرام وأرغموهم على العودة إلى نيجيريا، لكن حاكم ديفا قال: إن جنود النيجر شاركوا في المعارك وحدهم. ويأتي هذا الهجوم، في حين يستعد برلمان النيجر للتصويت، غداً الإثنين، على تدخل الجيش في نيجيريا لمقاتلة بوكو حرام إلى جانب قوات التشادوالكاميرون، بعد أن باتت الجماعة تشكل تهديداً لكل المنطقة.