تبنت بوكو حرام الهجوم الدموي على مدينة باغا بينما تبحث نيجيريا مع جاراتها في نيامي وسائل توحيد قواها ضد الجماعة المتطرفة التي تهدد بزعزعة استقرار المنطقة. ولا يشكل تبني الهجوم مفاجأة على ضوء الشهادات التي جمعت حول الفظائع التي ارتكبها مقاتلو بوكو حرام في هذا الهجوم على المدينة. وقالت منظمة العفو الدولية إن الهجوم مطلع كانون الثاني - يناير على المدينة الواقعة شمال شرق نيجيريا وعدة بلدات على ضفاف بحيرة تشاد «هو الأكبر والأكثر تدميرا» في السنوات الست لتمرد بوكو حرام، موضحة أنه أسفر عن سقوط «مئات القتلى» أن لم يكن أكثر. وقالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة إن مكتبها «يجمع المعلومات» حول الهجوم. ولم ترد أي تفاصيل عن تاريخ ومكان تسجيل فيديو بوكو حرام الذي تم بثه بينما كانت نيجيريا والدول المجاورة لها تناقش في نيامي وسائل توحيد قواتها ضد المتطرفيين وشاركت في الاجتماع الذي عقد في العاصمة النيجرية 13 دولة إفريقية وغير إفريقية. وخلال الاجتماع عبّرت نيجيريا عن استيائها بعد انسحاب الوحدتين النيجريةوالتشادية قبل الهجوم على باغا. واستولت بوكو حرام في هذه المناسبة على قاعدة القوة الإقليمية التي شكلت لمكافحة الجماعة بينما كانت تشادوالنيجر قد سحبتا جنودهما منها. وقال سفير نيجيريا في النيجر عليو عيسى سوكوتو «أشير باستياء إلى انسحاب الوحدات العسكرية لتشادوالنيجر». وأضاف «كما اكتشفنا ووسط استيائنا الكبير. تلى هذا الانسحاب هجوم كبير لبوكو حرام على قاعدة العمليات». وكانت الدول المجاورة لنيجيريا انتقدت عدة مرات في الأشهر الأخيرة اختيار باغا في وسط معاقل بوكو حرام لتكون قاعدة للقوة الإقليمية. كما عبّرت عن استيائها من افتقاد الجيش النيجيري للقدرات القتالية وحالات الفرار الكبيرة في مواجهة إسلاميي بوكو حرام. وتم الاتفاق على تعاون عسكري في نهاية 2014 بين الدول الأعضاء في لجنة حوض بحيرة تشاد التي تضم الكاميرونوالنيجرونيجيرياوتشاد. لكن تشكيل القوة الإقليمية التي تتألف من 700 عسكري من الدول الأربع ومن البنين، يواجه صعوبات. وسعى المجتمعون في النيجر إلى تصحيح هذا الوضع بينما تمكنت بوكو حرام من السيطرة على مناطق واسعة في شمال شرق نيجيريا وتضاعف هجماتها في شمال الكاميرون. وقال وزير الخارجية النيجيري محمد بازوم أن تعزّز بوكو حرام يعكس «بطئنا وعجزنا على التصدي لها بصرامة».