ما زالت كبيرات السن و حتى بعض الشابات في بعض مدن المملكة، يتمسكن بعادة وضع حجر الشبة على الجمر و قراءة المعوذات، معتقدين أن إدارة المبخر على رؤوسهن يطرد عنهن الحسد والعين، ويقول صاحب أحد أقدم محلات العطارة في سوق «مياس» بالقطيف « لم يقل الطلب على الشب منذ افتتاحي لهذا المحل قبل أكثر من أربعين عاما، ولا يمكن حصر استخدامات الشب في جانب واحد، فتستخدم كمزيل لقشرة الرأس، وتخلط مع المرة وتستخدم للغرغرة وعلاج التهابات اللثة، كما يزيل المطحون منها رائحة العرق، ويكثر استخدامه بين الحجاج لهذا الغرض» منوها إلى أن البلدية أوقفت استخدامها كمطهر للجروح في محلات الحلاقة خوفا من انتقال الأمراض» تقول صفية علي 53 عاما»أحرص على «تشبيب» بناتي قبل أيام الاختبارات، وبعد الولادة،ولمواليدي الصغار، إضافة إلى تبخير العروس يوم زفافها، قبل خروجها على الناس في القاعة» مبينة أنها تستخدمها للوقاية من الحسد، وإبعاد الأذى ومنع عرقلة المصالح. و تذكر جميلة فهمي أنها أحست بوهن شديد في كامل جسدها ولم تعد قادرة على السير، وذلك بعد تكريمها في المدرسة وحصولها على المركز الأول، حيث تظن أنها تعرضت للحسد، وتغيبت عن المدرسة لمدة أسبوعين، فزارتها إحدى قريباتها وبخرتها بحجر الشب، وتوضح» بعد تبخيري بالحجر تمكنت من الوقوف وعدت للمدرسة في اليوم التالي» ولا توافقهن جليلة غازي الرأي « فترى أنها خرافات لافائدة منها، مكتفية بقراءة المعوذتين لحماية نفسها وأولادها، وتقول» لا يجوز اعتبار الحسد شماعة نعلق عليها فشلنا» مبينة إيمان بعض معارفها بطرد حجر الشب الحسد، رغم أنهن خريجات جامعيات. وتعتبر هنية كميل «الشب» أفضل من كل أنواع الشامبوهات الحديثة لإزالة القشرة، يقول بائع البهارات أبو إياد» بيع حجر الشب مربح، ويتم استيرادها من الهند وإفريقيا، وتخلط أحيانا مع الحرمل وأعشاب أخرى ويبخر بها المنزل بين فترة وأخرى لطرد الحسد، وهو موروث شعبي مازالت تحتفظ به كبيرات السن»