يستخدم هذا المصطلح في الأوساط السياسية والعسكرية ويقصد به العملاء الذين يعملون داخل بلد لمصلحة العدو. ظهر هذا المصطلح لأول مرة في عام 1936 أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت بين اليسار الذين فازوا بالانتخابات واليمين (الثوار) بقيادة فرانكو. شكَّل الثوار في ذلك الوقت أربعة جيوش، وتحدث أحد قادة الثوار بأن هناك جيشاً خامساً يعمل معهم سماه الطابور الخامس، ولكنه داخل أرض العدو .. وكان يقصد بذلك مؤيدي الثورة من الأهالي الذين كانت مهمتهم الأساسية إثارة الرعب والفزع والبلبلة وإشاعة الفوضى، وكل ذلك لإسقاط الطرف الأخرى وبالفعل تحقَّق لهم ذلك. ومع فوارق التشبيه، إلا أنني أجزم بتوافر طوابير من هذا النوع في الأندية، تستهدف سقوط رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته. أوجد الطابور الخامس لنفسه في الوسط الرياضي مكانة ثابتة مستنداً على بيئة مناسبة للنمو والتكاثر بيئة متقلبة ودائمة التغيير ومتنوعة الثقافات. أخذ الطابور الخامس اليوم أبعاداً أخرى، فبعد أن كان يهتم بشؤون النادي الواحد ويجتهد في وضع الخطط والأفكار لإسقاط رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته أو أحد أعضاء شرفه الداعمين، أو أحد النجوم المميزين، أصبح اليوم أكثر خطورة وهو يصوغ حرباً ضد منافس يملك أوراقاً تفوق ظاهره ليصبح تحت الضغط مُستعيناً بقصص وهمية يتم تكريسها لتصبح قضية رأي عام، الهدف في المقام الأول إشغال المنافس عمّا هو داخل الميدان. مفهوم المنافسة الرياضية أصبح من النسيان مع بعض (المستصحفين) الذين يجسدون دور البطولة في برنامج الطابور الرياضي الخامس الذي يقدِّم تجربته الفاسدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في كل موسم رياضي تسقط إدارة أو اثنتين على الأقل بفعل دور خفي يلعبه الطابور الرياضي الخامس، ولا يكاد ينقضي موسم رياضي حتى يسقط فريق أو فريقان نتيجة أساليب وألاعيب وأكاذيب يروِّج لها مَنْ لا حياء لديه ولا يكاد يمضي ساعة من نهار إلا ويخرج عبر وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي معلومة تهتك ستر إنسان وتقلل من قيمة آخر. مع الأسف أحال أولئك مفهوم الرياضة كمنافسة تحتمل الفوز والخسارة إلى مفهوم آخر يُعنى بالوسيلة التي تبرِّر الغاية دافعهم التعصب الرياضي متكئين على جهات ذات علاقة لا تمارس دورها الرقابي كما ينبغي.