وصف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس «العدوان الروسي» في شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا ب «أكبر تهديد لكييف»، داعياً موسكو إلى الالتزام ب «وقف فوري لإطلاق النار»، في حين اعتبرت روسيا أي تزويدٍ للانفصاليين الأوكرانيين بأسلحة فتاكة تهديداً لأمنها. وقال كيري، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في كييف، إن «أكبر تهديد لأوكرانيا هو العدوان الروسي المتواصل في الشرق»؛ حيث أسفر النزاع عن سقوط أكثر من 55 ألفاً و300 قتيل منذ حوالي 10 أشهر. ورأى أنه «يجب أن يكون هناك التزام حقيقي بوقف فوري لإطلاق النار وليس مجرد ورقة مع أقوال بل تليها تحركات عملية». في المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أمس أن بلاده ستعتبر أي قرار من الولاياتالمتحدة بتقديم أسلحة فتاكة لأوكرانيا تهديداً للأمن الروسي. وكان لوكاشيفيتش يعلق على نداءات في واشنطن وكييف للولايات المتحدة كي تبدأ في تسليح القوات الأوكرانية حتى تقاتل الانفصاليين الذين يتقدمون في شرق هذا البلد. واتهم لوكاشيفيتش أيضاً كييف باستخدام أسلحة لها نفس تأثير أسلحة الدمار الشامل في الصراع الدائر في شرق البلاد. وفي بروكسل، أفاد دبلوماسي أوروبي بأن سفراء دول الاتحاد الأوروبي اقترحوا أمس إضافة 19 فرداً و9 كيانات إلى قائمة العقوبات الأوروبية المفروضة جراء الأزمة في أوكرانيا. وذكر الدبلوماسي الذي اشترط عدم الكشف عن هويته أن «هناك شخصيات روسية بين الذين ستستهدفهم العقوبات» دون أن يكشف عن أعدادٍ معينة للروس. ويجب أن يوافق على الاقتراح وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين المقبل قبل أن يدخل حيز التنفيذ. وأوضح الدبلوماسي أن الأهداف المقترحة، التي لم يتم تحديدها، اختيرت بسبب «مسؤوليتها عن عمليات ضد سلامة الأراضي الأوكرانية». وفرض الاتحاد الأوروبي تدابير مشددة على 132 فرداً و28 كياناً في أوكرانياوروسيا خلال العام الماضي. ووضع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي «عددهم 28 وزيراً» أسس أحدث جولة من تجميد الأصول وحظر السفر خلال محادثات تمَّت في بروكسل الأسبوع الماضي. وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، حينها «إننا نأمل أن يساعد هذا في الضغط على وجه الخصوص على روسيا لاتخاذ خطوات إيجابية ومنع الخطوات السلبية التي شهدناها في الأيام الأخيرة»، مشيرةً إلى أن الوضع في أوكرانيا «يزداد سوءاً». وبحسب بيانهم المشترك الصادر في 29 يناير الماضي، عبَّر الوزراء الأوروبيون عن صدمتهم بالعدد الكبير من الضحايا في القتال الذي دار مؤخراً في أوكرانيا، وأدانوا اللجوء إلى القصف العشوائي في المناطق السكنية.