توعدت واشنطن وحلفاؤها امس بفرض مزيد من العقوبات على موسكو رداً على توغل "اكيد" للقوات الروسية في اوكرانيا، فيما طالبت كييف بمساعدة عسكرية "كبيرة". واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس انه "من المؤكد بالنسبة الى العالم بأسره" ان القوات الروسية موجودة في اوكرانيا، في تصريحات تتقاطع مع ما أعلنه الحلف الاطلسي لجهة ان اكثر من الف جندي روسي موجودون في شرق اوكرانيا الى جانب الانفصاليين. لكن الرئيس الاميركي اكد ان الولايات المتحدة "لن تلجأ الى القوة لمعالجة المشكلة الاوكرانية". واكتفى بالاشارة الى البند الخامس من ميثاق الحلف الاطلسي الذي ينص على التضامن بين اعضائه في حال التعرض لاعتداء. واوضح انه على رغم ان اوكرانيا ليست عضواً في الحلف، "فإن بعض الدول القريبة أعضاء فيه"، وذلك قبل توجهه الأسبوع المقبل الى استونيا ومنها الى بريطانيا لحضور قمة للاطلسي. واكد اوباما ايضا اثر اتصال هاتفي مع المستشارة الالمانية انغيلا مركل ان "التوغل الروسي القائم حالياً في اوكرانيا لا يمكنه سوى ان ينتج" مزيداً من العقوبات في حق روسيا. وقالت الحكومة الالمانية ان ميركل واوباما خلصا الى ان سلوك روسيا في اوكرانيا "لا بد ان تترتب عليه عواقب". واعلن اوباما انه سيستقبل نظيره الاوكراني بترو بوروشنكو الشهر المقبل في البيت الابيض. وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور امام مجلس الامن الذي عقد جلسة طارئة لبحث التطورات الأوكرانية: "في مواجهة هذا التهديد، فإن عدم التحرك سيكون ثمنه باهظاً جداً"، عارضة قائمة طويلة بمؤشرات تظهر ضلوعا مباشرا للقوات الروسية في اوكرانيا. واضافت: "المسالة الان ليست معرفة ما يمكن ان نقوله للروس، بل ما يمكننا فعله كي يصغوا". كما ندد السفير البريطاني مارك ليال غرانت ب"التورط العسكري المباشر لروسيا دعما للانفصاليين"، مطالبا موسكو ب"ان تسحب فوراً قواتها العسكرية واسلحتها" من الاراضي الاوكرانية. واشار الى صور التقطت بالاقمار الاصطناعية ونشرها الحلف الاطلسي تظهر منصات لاطلاق صواريخ وانتشار افراد في القوات الخاصة الروسية لدعم المتمردين "منذ اشهر عدة". واوضحت الخارجية الاميركية انها لا تستبعد "اي خيار" لجهة تقديم مساعدة عسكرية محتملة الى كييف التي طلبت امس من الدول الغربية فرض "عقوبات جوهرية" وتقديم مساعدة عسكرية "كبيرة" مبدية خشيتها من حرب مفتوحة بين روسياواوكرانيا. ورد السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين قائلاً: "كفوا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة"، متهما واشنطن بارسال "عشرات المستشارين" الى اوكرانيا والجيش الاوكراني ب"قصف المدنيين" في مناطق سيطرة الانفصاليين. واضافة الى المستشارة الالمانية، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان موسكو تعرض نفسها "لعواقب جديدة". واجرى نظيره الايطالي ماتيو رينزي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، اتصالاً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتنديد ب"دخول" القوات الروسية الى أوكرانيا، معتبراً الامر "تصعيداً مرفوضاً". وألغى الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الخميس زيارته الى تركيا ودعا الى اجتماع طارئ للمجلس الوطني للامن والدفاع لوضع خطة عمل، بسبب "التدهور السريع" في الوضع في شرق اوكرانيا اثر "دخول قوات روسية". وقال في مستهل الاجتماع "نحن قادرون على الدفاع عن انفسنا"، مشيراً الى مفاوضات للتزود بالاسلحة ووسائل الاستطلاع، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. من جهته طلب السفير الاوكراني لدى الاتحاد الاوروبي في بروكسيل "مساعدة عسكرية كبيرة" حيال "الغزو الروسي الفاضح" في حين تحدث نظيره لدى منظمة الامن عن "غزو مباشر للقوات الروسية للمناطق في شرق اوكرانيا". واكدت اوكرانيا امس ان "قوات روسية" استولت على مدينة نوفوازفوسك الحدودية الاستراتيجية على بعد 100 كلم جنوب معقل دونيتسك الانفصالي حيث دارت مواجهات عنيفة في الايام الاخيرة. واعلن بوروشنكو ايضا سيطرة المتمردين على بلدتي امروفسيفكا وستاروبشيفي جنوب شرقي دونيتسك حيث قال مراسل "فرانس برس" ان الجيش الاوكراني ترك كمية من الاسلحة والذخائر، ما يدل على انسحاب مفاجئ.