رحل ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وهو المثل الأعلى في الإنسانية والرحمة في التعامل مع المواطنين ومعايشة الأوضاع الاجتماعية لهم، حيث يتجلى ذلك في كثير من القرارات الملكية التي أصدرها عندما كان قائدا لهذا الوطن حيث كان همه رفع المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي للمواطن السعودي وهذا انعكس أثره في زيادة التلاحم بين المواطن ووطنه. والمغفور له بإذن الله كان قائداً فطناً عرف بالكرم والفراسة حيث لوحظ عليه هذا من أول خطوة له في قيادة الدولة حيث أمر حفظه الله بزيادة رواتب الموظفين والعسكريين ثم أمر برفع رواتب من يستفيدون من الضمان الاجتماعي في كل مدينة وهجرة وقرية في المملكة العربية السعودية، وكان حريصا عَلى الجانب التعليمي حيث أنشأ كثيرا من الجامعات السعودية وبلغت في عهده 27 جامعة بعد أن كانت 8 جامعات، كما كان رحمه الله حريصا على تطوير الجانب الصحي والديني حيث قام بإنشاء كثير من المستشفيات والمساجد في كثير من المدن والقرى، هذا بالإضافة إلى كثير من القرارات التي كانت تصب في مصلحة حفظ الأمن والأمان وتطوير البنى التحتية وشبكة المواصلات في القرى والمدن المختلفة لينعم المواطن بالاستقرار والرفاهية. إن الملك عبدالله كان مثالا للعطاء والبذل ليس فقط مع أبناء وطنه فقط بل حتى مع أبناء الدول العربية والدول الإسلامية والصديقة حيث كان يتبرع رحمه الله على نفقته بتكاليف إجراء العمليات الجراحية لفصل التوائم السيامية وغيرها من العمليات التي لا يستطيع أصحابها دفع مبالغها الباهظة، بالإضافة إلى مساعدة شعوب العالم الفقيرة، وسعيه الدؤوب نحو تحقيق كل ما فيه خير الإنسانية من خلال كثير من المعاهدات والمؤتمرات والحوارات الدينية والإنسانية والعلمية، كما كان الملك عبدالله رحمه الله محنكا في القرارات السياسية داخل البلاد وخارجها، ويسعى دائما إلى تحقيق الاستقرار والأمن على المستويين المحلي والدولي. يعلم الله أنك وإن رحلت فأنت باقٍ في قلوبنا كيف لا وأنت الأب الحنون لكل مواطن سعودي، وكيف لا وأنت من ذرفت دموع عينيك عندما كنت تشاهد بعض آلام الشعب. بايعنا الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، قبل أسبوع وتوقعنا من ملك الوفاء والحكمة سلمان بن عبدالعزيز كل خير، فكان يوم الخميس الماضي يوما تاريخيا حيث تم إصدار عدد من القرارات الملكية التي تدل على النظرة الشمولية وبعيدة المدى حول مصلحة الوطن والمواطن حيث لاحظنا أن تلك القرارات من أجل تطوير التعليم بجميع مراحله الدنيا والعليا، وبعض القرارات كانت بهدف تطوير الصحة، وبعضها الآخر من أجل تطوير الجوانب الاقتصادية والأمنية، إن نظرة الملك سلمان حكيمة وجاءت نتيجة خبرة القيادة خلال سنوات عديدة قضاها في خدمة الوطن، حيث أراد إدخال عنصر الشباب في الوزارات والمراكز القيادية لتجديد الفكر وبناء الدول السعودية بسواعد أبنائها المخلصين ونتوقع إن شاء الله بعد هذه القرارات أن تشهد الدولة نمواً وتطوراً في جميع المجالات. إن ما قام به الملك سلمان بن عبدالعزيز من سياسة حكيمة تجاه الوطن والمواطن ليس بغريب فهو أحد أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ويسير على النهج السليم الذي رسمه والده وهو نهج قائم على خدمة الإسلام والوطن في مختلف مجالات الحياة.