كان رجلاً موفقاً، وكان من توفيقه أنه كان يردد : «الأمانة .. الأمانة»، « ومن ذمتي إلى ذمتكم»، الجميع يتفق على صدقه، لم يُفتتن بمنصب، ولم يُفتتن بمال، كان يخاف الله في كل شيء، حتى مع أعدائه، كان يعاملهم بلطف، وبخُلُق رفيع، ذلكم عبدالله بن عبد العزيز. كانت تدمع عيناه في حال مواساة فقير أو مريض، كانت أفعاله، كلها، جميلة، كان ديدنه إحقاق الحق، كان له وقفات كثيرة في إصلاح ذات البين العربي، كان فضله يعم أرجاء المعمورة، كان يحسن إلى من أساء إليه، كان حكيماً، كان أباً، كان قائداً، كان نقي السريرة، كان ملكاً رحيماً، ذلكم عبدالله بن عبد العزيز. اعترف بوجود الفساد فأنشأ له هيئة تكافحه، استثمر في رأس المال البشري فأحدث برنامجه للابتعاث، نوّع الاقتصاد، وزاد عدد الجامعات، واهتم بصحة الإنسان، فأنشأ المدن الصحية والمستشفيات، عالج الفقر بالصناديق والهِبات، اهتم بالشباب وزاد من عدد أنديتهم والمنشآت، كثيرة هي، المنجزات، ذلكم عبدالله بن عبد العزيز. اعتمد الحوار، كمنهج تعايش، فأنشأ مركزاً للحوار في الداخل، وآخر لحوار الأديان في الخارج، اهتم بمؤسسة الحكم، فأنشأ هيئة للبيعة، ينتقل الحكم من خلالها بسلاسة لا مثيل لها، تودع ملكاً، وتستقبل آخر، لتسير القافلة، ويستمر البناء، ذلكم عبدالله بن عبد العزيز. مَنْ يكفكف دموع الشعب بعد رحيل قائده؟ إنه سلمان الوفاء، ذو الرأي السديد، صاحب الحزم في لينٍ، واللين في حزم، ليعلي كلمة الله ويسير على نهج أسلافه، بمعاونة ولي عهده الأمين الأمير مقرن، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، أعانهم الله. اللهم ارحم عبدك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يا أرحم الراحمين!