يستقبل منزل البيعة في الأحساء زواره يومياً في الصباح والمساء، حيث يستعرضون وسط حي «الكوت» تاريخ فتح الأحساء عام 1331ه على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، واستعادتها من الحامية التركية التي كانت تحكم المنطقة في تلك الفترة.والمنزل الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار، يضم المجلس الذي تمت فيه مبايعة الملك عبدالعزيز من قبل أهالي الأحساء، والغرفة التي بات فيها الملك عبدالعزيز، والمكونة من غرفة في داخلها غرفة (دار)، وغرفة الضيافة، وغرف نوم، والبهو (الحوي)، وسطح المنزل، وفيه الشرفة (الأقاسي)، وجصة التمر (المكان الذي تحفظ فيه التمور). ويقول عبدالمنعم بن عبدالرحمن الملا تعود ملكية المنزل لجدي الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا، وتبلغ مساحته أكثر من سبعمائة متر مربع، فيما يعود تأسيسه إلى عام 1203ه، على يد الشيخ عبدالرحمن بن عمر بن محمد بن عمر الملا، قاضي الأحساء في تلك الفترة من قبل الإمام سعود بن عبدالعزيز، مؤسس الدولة السعودية الأولى.وفي ليلة الإثنين 28 من شهر جمادى الأولى عام 1331ه، دخل الملك عبدالعزيز إلى الأحساء، حيث استضافه الشيخ عبداللطيف الملا مع إخوته محمد وسعد وعبدالله، أبناء الإمام عبدالرحمن الفيصل، وابن عمه الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي، ومحمد بن عبدالله آل الشيخ، خال الملك فيصل، وتمت له مبايعة أهالي الأحساء في مجلس الشيخ عبداللطيف على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم نادى المنادي فوق أسوار الكوت «أن الحكم لله، ثم للإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل»، وعندما علم الأتراك بذلك أطلقوا مدافعهم من قصر إبراهيم، فقام الإمام عبدالعزيز من المجلس يريد التفاوض مع الأتراك، فقال له الشيخ عبداللطيف: بعد صلاة العصر أذهب أنا إلى القصر للتفاوض مع المتصرف التركي. وبعد صلاة العصر، ذهب الشيخ عبداللطيف ومعه ابنه الشيخ أحمد، ومحمد بن شلهوب من رجال الإمام عبدالعزيز، وتوجهوا جميعاً إلى القصر، وبعد التفاوض مع الأتراك على إخراجهم من الأحساء، كُتبت الشروط، وذهب بها الشيخ أحمد إلى الإمام عبدالعزيز للاطلاع عليها وإقرارها وختمها.