تحتفظ ذاكرة ياسين الصفدي من أهالي الأحساء بذكريات لا تنسى عن مراسم الزواج في مدينته، وبالأخص ذهاب العريس إلى عين أم سبعة للاستحمام برفقة أقربائه وأصدقائه. ويقول ياسين الصفدي الذي يقطن حي الكوت أحد الأحياء القديمة في الأحساء، إن احتفالية الزواج تبدأ قبل ليلة الفرح بيوم، إذ يجتمع أقرباء وأصدقاء العريس للذهاب إلى عين أم سبعة للاغتسال، مضيفا «لا تزال صورة المنازل المستعدة للاحتفال بزواج أحد أبنائه حاضرا أمامي، لا يمكن نسيانها رغم بساطتها». ويؤكد جميل طاهر من أهالي الأحساء ما ذهب إليه الصفدي من بساطة وعفوية ممزوجة بلذة لن تجدها في أحدث أساليب الاحتفال العصرية في الأعراس والأفراح في الماضي، موضحا أن ذهاب العريس إلى عين أم سبعة يعد من العادات الرئيسية في احتفالات الزواج. ولا زال سكان حي الكوت القديم في الأحساء يجتمعون كل ليلة بما فيهم أبناء هذا الحي الذين خرجوا إلى السكن في أحياء مختلفة، كعادة رسمية للحديث عن مواضيع يختلط فيها المعاصر بالتاريخ. وتتميز بمحافظة الأحساء بوجود الكثير من الأماكن السياحية والتاريخية، ويأتي في مقدمتها عيون الأحساء، ومنزل البيعة، وجبل القارة، وقصر إبراهيم، وقصر صاهود، وغيرها من الأماكن. ولا تقتصر العادات الجميلة على الأحسائيين، لكن تاريخ المكان يحتوي على الكثير من المآثر التي أصبحت بحد ذاتها عادة مكانية للمدينة الضاربة في جذور التاريخ، والمواكبة للتمدن بروح الأصالة. ومن أكثر المواقع شهرة منزل البيعة (بيت الملا) في حي الكوت في مدينة الهفوف، والذي أسسه الشيخ عبدالرحمن بن عمر بن محمد بن عمر الملا في العام 1203ه، وهو قاضي الأحساء في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز (مؤسس الدولة السعودية الأولى). وشهد هذا المنزل قدوم الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود إليه عند دخوله الأحساء، حيث أقام فيه وبايعه أهل الأحساء على السمع والطاعة.