في حين هدد الحوثيون باجتياح محافظة مأرب النفطية شمال شرقي اليمن، حذر الرئيس عبد ربه منصور هادي من تمزق بلاده حال عدم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وربط الحوثيون «جماعة أنصار الله» بين التهديد باجتياح مأرب ووجود عناصر من تنظيم القاعدة فيها. وقالت الجماعة، في رسالة وجهتها إلى الرئاسة والحكومة والقوى السياسية ونشرتها على الإنترنت أمس، إن «بعض القوى تسعى إلى تأجيج الصراع في محافظة مأرب وتمكين العناصر الإجرامية والتخريبية من السيطرة على مقدرات الوطن الحيوية فيها». وتحدثت الرسالة عن «ملامح مؤامرة» وعن «غض الطرف عن المعسكرات التدريبية لتلك العناصر في نخلا والسحيل ومنطقة اللبنات التي يوجد فيها المئات من العناصر الإجرامية المسماة قاعدة». وهددت الجماعة بأنه «في حال تنصلت الجهات الرسمية من القيام بمسؤوليتها ولم تدرك القوى السياسية خطورة التباطؤ والتثاقل في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني وعلى وجه الخصوص المتعلق بمأرب، فإن شعبنا اليمني لن يقف مكتوف الأيدي أمام تمكين هذه العناصر من السيطرة على المحافظة، التي سيتضرر منها كل أبناء شعبنا وسيقف جنباً إلى جنب مع أبناء مأرب وسيتخذ كل الخيارات المتاحة». في المقابل، نبَّهت قبائل مأرب إلى خطورة أي تقدم للحوثيين في اتجاه المحافظة. وأفاد أحد المشايخ المرابطة في مطارح «نخلا»، صالح لنجف، أن «القبائل في حالة استنفار قصوى في الوقت الراهن ولديهم 13 ألف مقاتل في الصفوف الأمامية و460 دورية عسكرية بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة»، مشيراً إلى انضمام عديد من القبائل من الجوف والبيضاء وغيرها من المحافظات للوقوف إلى جانب قبائل مأرب في مواجهة الحوثيين. و»لا توجد عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في مأرب، فجميع من فيها هم أبناؤها الذين استعدوا للقتال لحماية مدينتهم من سيطرة الحوثيين»، بحسب لنجف. وكانت قبائل مأرب وجهت في وقتٍ سابق رسالة إلى الرئيس اليمني وحكومته أكدت فيها أن المحافظة تمر بمرحلة خطيرة وذلك بسبب تهديد الحوثيين باجتياحها. وتعتبر محافظة مأرب من المناطق الغنية بالنفط ويقع فيها خط أنابيب مأرب، وهو الخط الرئيس للنفط في اليمن. من جهته، حذر الرئيس اليمني من تمزق بلاده في حال عدم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انتهت فعالياته قبل عام من الآن عقب أشهر من النقاشات بين معظم المكونات السياسية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن عبد ربه منصور هادي قوله، في كلمةٍ له أمس خلال مراسم تأدية خالد اليماني اليمين القانونية كمندوب دائم لليمن في الأممالمتحدة، إن «تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل بكل مصفوفاته وجوانبه هو المخرج لأزمات البلاد التي تعاني منها في الوقت الحالي». واعتبر أن نتائج مؤتمر الحوار تحمل في طياتها معالجات حقيقية موضوعية لحل القضية الجنوبية وقضية صعدة وفقاً لما تم الاتفاق عليه في الحوار. و»بدون ذلك لا يمكن أن يكون شمال البلاد كما كان ولا جنوب البلاد كما كان أيضاً، وهو ما يعني تشظي اليمن والخروج عن سيطرة الدولة والمجتمع»، حسب تعبير الرئيس. في هذا السياق، دعا هادي كافة القوى السياسية والمجتمعية والثقافية إلى استلهام هذه الفرصة «الحوار الوطني» وتوظيفها بصورة تخدم المصلحة الوطنية العليا للبلاد على غيرها من المصالح الضيقة والمتصفة بالأنانية. وكان مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ في مارس 2013 أنهى فعالياته في يناير من العام الماضي وخرج بنتائج عديدة أبرزها معالجات للقضية الجنوبية وقضية صعدة وقرار تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم «4 في الشمال و2 في الجنوب» وإقرار صياغة الدستور الجديد بناءً على هذه النتائج.