شددت جماعة الحوثيين في صنعاء إجراءات الأمن أمس، عشية احتفالها الاستعراضي غير المسبوق بذكرى «المولد النبوي الشريف» في ظل مخاوف متزايدة من هجمات جديدة لتنظيم «القاعدة»، كما أطلقت الجماعة تسميات جديدة على شوارع العاصمة في سياق مساعيها لإعادة تشكيل الهوية السياسية والثقافية في البلد. في غضون ذلك قتل أربعة عناصر من الجماعة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية لهم في محافظة البيضاء (جنوبصنعاء) استمراراً للمواجهات المتقطعة بين الجماعة ومسلحي تنظيم «القاعدة» الذين يحاولون استعادة معقلهم الرئيس في منطقة قيفة القبلية القريبة من مدينة رداع. جاء ذلك غداة تطور لافت على صعيد التوتر القائم بين الحوثيين والقبائل المناهضة لهم في محافظة مأرب (شرق صنعاء)، إذ سيطر مسلحون قبليون موالون لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) على كتيبة للجيش اليمني كانت في طريقها من شبوة إلى صنعاء واستولوا على عتادها العسكري بعد مواجهات أسفرت عن قتل تسعة جنود على الأقل وإحراق عدد من الآليات. وألقى المسلحون القبليون، الذين يعسكرون منذ أسابيع في منطقتي نخلا والسحيل على أطراف مأرب استعداداً لصد أي توغل حوثي مسلح في المحافظة، باللائمة على قيادة الجيش في المنطقة العسكرية الثالثة، وزعموا في بيان «أن الكتيبة العسكرية كانت في طريقها للانضمام إلى الحوثيين لبدء حملتهم للسيطرة على مأرب». وأفادت مصادر عسكرية «الحياة»، بأن الكتيبة المؤلفة من حوالى 300 جندي تابعة للواء الثاني مشاة بحري الذي أصبح ضمن قوام قوات الاحتياط بعدما حل الرئيس عبدربه منصور هادي ألوية الحرس الجمهوري وأعاد هيكلة الجيش، وكانت في طريقها إلى صنعاء قبل أن يعترضها المسلحون القبليون على بعد حوالى 25 كلم من مأرب». وأضافت المصادر «أن المسلحين استولوا على 13 دبابة وعشر ناقلات للجند ومركبات عسكرية أخرى تشكل عتاد الكتيبة التي اشتبكوا معها لإجبارها على الاستسلام، ما أدى إلى قتل تسعة جنود وإصابة 14، في ظل تقاعس قيادة الجيش عن تقديم النجدة لهم». واعتبر الحوثيون الحادثة «مؤامرة مدبرة» لتسليح خصومهم، وعرضوا على قوات الجيش مساعدتهم في استعادة عتاد الكتيبة ودحر المسلحين، في وقت يعتقد مراقبون» أن نذر المواجهة بين الحوثيين وقبائل مأرب باتت وشيكة أكثر من أي وقت مضى». وشددت الجماعة في صنعاء من إجراءات الحماية، وأغلقت عدداً من الشوارع عشية الاحتفال الواسع الذي أعدت له في شكل استعراضي غير مسبوق بمناسبة ذكرى»المولد النبوي الشريف»، كما أعلنت أمس في مؤتمر صحافي أنها أطلقت اسم «الرسول الأعظم» على أكبر شوارع صنعاء، إلى جانب إطلاق أسماء شخصيات يمنية بارزة من سياسيين وأدباء على شوارع أخرى.