تظاهر آلاف اليمنيين في مدن صنعاء، وتعز، والحديدة، وإب احتجاجا على عنف القاعدة وميليشيات الحوثي، وتأتي التظاهرات تلبية لدعوة وجهتها حركة "رفض" التي تم تكوينها أخيرا. وتجمع المتظاهرون في العاصمة صنعاء أمام كلية الشرطة، إذ أسفر اعتداء نسبته السلطات إلى القاعدة عن مقتل العشرات. وكانت حركة "رفض" التي أسسها ناشطون سياسيون دعت إلى مسيرة جماهيرية غاضبة، في صنعاء رفضا لانتشار الميليشيات التابعة للحوثيين، والمطالبة بعودة أجهزة الدولة، ووزعت الحركة استمارة "حركة رفض" التي تسعى إلى خلق وعي مجتمعي رافض للعنف ومتطلع للدولة المدنية الحديث. في غضون ذلك، هددت جماعة الحوثيين أمس باجتياح محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، بدعوى وجود المئات من مسلحي تنظيم القاعدة فيها وعدم تدخل الدولة إزاء ذلك. وقال المجلس السياسي للحركة في رسالة وجهت إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء خالد بحاح وغرفتي البرلمان النواب والشورى والقوى السياسية، إن "بعض القوى تسعى إلى تأجيج الصراع في محافظة مأرب، وتمكين العناصر التخريبية من السيطرة على مقدرات الوطن الحيوية". ومضت إلى القول إن ملامح ذلك بدت "عبر التواطؤ الواضح وغض الطرف عن المعسكرات التدريبية لتلك العناصر في مناطق نخلا والسحيل واللبنات، التي يوجد فيها المئات من عناصر القاعدة، وقيامها أخيرا بالاعتداء على كتيبة عسكرية والسيطرة على ما بحوزتها من أسلحة ثقيلة". وفي تهديد واضح بالتدخل العسكري، حذرت الجماعة من أنه في حال "تنصلت الجهات الرسمية من القيام بمسؤولياتها، ولم تدرك القوى السياسية خطورة التباطؤ والتثاقل في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني، وعلى وجه الخصوص المتعلق بمأرب، فإن شعبنا اليمني لن يقف مكتوف الأيدي". وكانت قبائل مأرب قد وجهت رسالة وصفتها بالمهمة إلى الرئيس اليمني ورئيس حكومته، أكدت خلالها أن المحافظة "تمر بمرحلة خطيرة وحساسة جدا، بسبب تهديد الميليشيات بغزوها تحت مسميات وحجج كاذبة".