- يعيش المسلمون في أوروبا الآن لحظاتٍ عصيبة، والسبب تزامن حملات دعائية متطرفة تُشَنُّ عليهم مع هجماتٍ إرهابية تُنفَّذ هنا وهناك – آخرها أمس في فرنسا، وقبل أسابيع في أستراليا- وتُستغَلُّ ضدهم بشكلٍ أو بآخر في إطار ما يُعرفَ بالدعاية للخوف من الإسلام. - بعض الجماعات الأوروبية المتطرفة تفتح في هذه الأيام ملف ما تسميه «أسلمة أوروبا»، وتربط بين الوجود الإسلامي في القارة العجوز، وتزايد المخاوف من تنفيذ هجمات إرهابية على نطاق واسع في دولٍ أوروبية. وهذه الجماعات تتعمد النظر إلى المسلمين بعين الريبة، وترى أن الظروف الآنية في العراق وسوريا (مشاهد الذبح والتقتيل على يد تنظيم داعش الإرهابي) فرصة مناسبة للتأكيد على صواب ما تدعو إليه من أفكار وما ترفعه من شعارات. - ورغم أن المسلمين في أوروبا يجنحون نحو الاندماج في مجتمعاتهم، والتعايش مع مكوناتها المختلفة؛ إلا أن هذا لم يمنع مؤخراً من رواج الحملات المناهضة لوجودهم والمحذرة من خطورتهم. - ويبذل المسلمون في مختلف أنحاء العالم جهوداً لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام)، ونفي إلصاق الإرهاب بالدين الإسلامي، لأن تصاعد هذا الخوف يدفع إلى نشر الكراهية بين الأديان. - والهجوم الذي وقع في باريس أمس، وخلَّف 12 قتيلاً؛ يضع المسلمين هناك في حرجٍ بالغ لأن الجماعات الأوروبية المتطرفة ستستغل الحادث للترويج لمزيدٍ من الإسلاموفوبيا، متجاهلةً الإدانات الإسلامية والعربية التي توالت أمس لتؤكد على أن ما حدث في شرق باريس مرفوض تماماً من قِبَل المسلمين، ولا يمت لدينهم بصِلة. - باختصار، المتطرفون من المسلمين الذين ينفذون هجمات إرهابية، والمتطرفون من الأوروبيين الذين يروِّجون للخوف من الإسلام يضرُّون بالجاليات المسلمة المعروفة باعتدالها.