قبل أربع سنوات ونيف استخدمت إدارة الرئيس أوباما الفيتو ضد تسلم القيادي العراقي إياد علاوي منصب رئيس الوزراء رغم فوزه بالانتخابات البرلمانية، وانحازت الإدارة الأمريكية بشكل مطلق إلى جانب منافسه الذي حصل على عدد أقل من المقاعد في البرلمان نوري المالكي، وتسلم السلطة في بغداد، ليقود البلاد نحو الكارثة التي نتج عنها تنظيم «داعش» الإرهابي، بالإضافة إلى المليشيات الطائفية التي رعاها المالكي مع وزراء داخل حكومته، وما يعاني منه العراق اليوم كان بسبب الفيتو الأمريكي ضد وصول إياد علاوي إلى حكم العراق. منذ أربع سنوات تقريبا وضعت الإدارة الأمريكية فيتو على إسقاط نظام الأسد في دمشق وحاصرت الثورة ومنعت عنها كل أشكال الدعم، لتتحول الثورة بفعل الفيتو الأمريكي إلى حرب يشنها النظام ضد الشعب ومدنه وقراه، وباتت الساحة السورية وكراً للإرهاب العالمي ، وقُتِلَ مئات الآلاف من السوريين بسبب الفيتو الأمريكي، وجماعات إرهابية تقتل وتشرد، وحرب يقول عنها الأمريكيون إنها تحتاج سنوات طويلة قبل القضاء على إرهاب «داعش». اليوم تستعد واشنطن لاستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار فلسطيني يريد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وبالطبع إذا استخدمت الإدارة الأمريكية الفيتو سيضاف إلى عشرات المرات التي استخدمت فيها الفيتو للدفاع عن الدولة المحتلة ضد حقوق الفلسطينيين التي تقرها كافة الشرائع والقوانين الدولية، الاستخدام المتكرر للفيتو ضد الحقوق الفلسطينية من قبل الإدارات الأمريكية المتتالية، أسهم في تأجيج وتعقيد الصراع العربي الإسرائيلي، ما أنتج منظمات وأحزاباً متطرفة ومتشددة على جانبي الصراع عقدت شروط الحل، وأضعفت السياسة الأمريكية التيارات المعتدلة التي ترغب في حل للدولتين وإنهاء الاحتلال، أمريكا تتحدث عن الإرهاب بينما استخدامها الفيتو يصنع الإرهاب ويوسعه في المنطقة.