يقول الخبر الذي نشرته «الشرق» قبل يومين: «إن ما تقاضاه مدرب المنتخب السعودي لوبيز كارو، منذ أن كان مستشاراً فنياً ومديراً للهيكلة الفنية للفئات السنية في الكرة السعودية إلى أن وقَّع عقد تدريبه الأخضر حتى 2016، يفوق ال 20 مليون ريال». ويضيف نفس الخبر المنشور في هذه الصحيفة المتألقة: «المدرب السابق للمنتخب السعودي الهولندي فرانك ريكارد الذي أقيل من منصبه في منتصف يناير 2013 بعد إخفاق الأخضر في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، كان قد تنازل عمَّا يقارب ال 50% من الشرط الجزائي، إذ إن ما تقاضاه الهولندي لم يتجاوز ال 60 مليون ريال بما فيها الشرط الجزائي وكامل المستحقات المتأخرة». يا إلهي، ما هذا الهدر المخيف؟ وكيف أصبحت ملايين الدولارات من أموال البلد سهلة التناول بهذه الطريقة «الماسخة»؟!. في الحقيقة نحن أمام مفاجآت من العيار الثقيل، مفاجأة حول الهدر المالي الذي تبنَّاه اتحاد القدم ودعمه، ومفاجأة حول إجمالي ما تسلمه «السباك» لوبيز من الذين جاءوا به ودعموه وصرفوا عليه كل هذه الملايين، ومفاجأة حول ريكارد والغموض الذي كان يلازم صفقته منذ أن «شال عفشه» وعاد لبلاده. هذه المفاجآت الثلاث ربما لا تكون هي الأولى على مستوى القطاع الرياضي الذي يعاني من غياب الشفافية والوضوح، ولكنها حتماً ستكون الأخيرة على مستوى الغموض وعلامات الاستفهام المتناثرة في كل أرجاء هذا القطاع، فنحن اليوم وفي سقف الإعلام المرتفع نستطيع وبسهولة تامة أن «نكفش» ومن ثم نكشف كل شيء، ونستطيع أيضاً أن نترصد لكل صفقة ما لم تتضح ملامحها وأشياؤها وبصمات من كان خلفها. ولأننا نعلم أن اتحاد الكرة هو من جلب كارثة لوبيز، وهو من دعمها، وأصر على استمرارها، وصرف كل هذه الملايين عليها، فيجب اليوم أن يوضح لنا هذا الاتحاد: لِمَ كل هذا الإسراف؟ وما هي النتائج التي تحققت لمنتخبنا الوطني مقابل الهدر الملاييني الكبير؟. وفي المقابل يجب أن نسأل: لماذا ذهب محمد المسحل ضحية إعلامية لصفقة لا علاقة له بتمويلها؟ وكيف فشل الإعلام في ذكر الرقم الحقيقي لهذه الصفقة بدلاً من التسويق لكذبة ال 90 مليوناً؟ وهل نحن بارعون فعلاً في غض النظر عن بعض الأرقام؟. الحقيقة الكاملة قد تكون محرجة للشارع الرياضي، ولكنها حتماً ستضع الأمور في نصابها الصحيح.. وحتى يتم ذلك.. على المحبة نلتقي.