واصل المنتخب الإماراتي حملة الدفاع عن لقب كأس الخليج لكرة القدم، بعد تفوقه مساء أمس على نظيره العراقي بهدفين نظيفين، في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثانية ل «خليجي 22»، البطولة المقامة فعالياتها حالياً في العاصمة الرياض. ورافقت الإماراتعمان إلى دور الأربعة بعد فوز الأخيرة الكاسح على الكويت بنتيجة 0-5. وتصدرت عمان ترتيب المجموعة برصيد 5 نقاط بفارق الأهداف أمام الإمارات، وخرجت الكويت (4 نقاط) مع العراق (نقطة واحدة) من الدور الأول. وتصطدم طموحات الإماراتيين في حملة الدفاع عن اللقب، بالأخضر السعودي، متصدر المجموعة الأولى، إذ يلتقي المنتخبان في الدور نصف النهائي، مساء الأحد المقبل، فيما يقابل المنتخب العماني منتخب قطر. وجدد منتخب الإمارات حامل اللقب، تفوقه على وصيفه العراقي، وتغلب عليه، الخميس على استاد الملك فهد الدولي بالرياض، بهدفي علي مبخوت في الدقيقتين 50 و62. وكان المنتخبان التقيا في نهائي «خليجي 21» في المنامة مطلع 2013م، وتوج الأبيض الإماراتي باللقب بفوزه 2-1 بعد التمديد. وكان المنتخب الإماراتي الطرف الأفضل والأكثر تصميما على الهجوم، فسيطر على مجريات الشوط الأول بنسبة كبيرة، في حين اعتمد العراقيون على التأمين الدفاعي والانطلاق بالهجمات المرتدة، لكن دون فرص واضحة على المرميين. وبعد دقائق أولى حذرة من الطرفين، بدأت تمريرات صانع ألعاب منتخب الإمارات وأفضل لاعب في «خليجي 21»، عمر عبدالرحمن، تشكل قلقاً على مرمى الحارس العراقي جلال حسن. تبدل الموقف لدقائق قليلة فقط تقدم فيها العراقيون معتمدين على التمريرات العرضية التي أحسن الحارس علي خصيف التعامل معها. وعاد التحكم بالمجريات لمصلحة المنتخب الإماراتي الذي بحث عن أي منفذ لمرمى جلال حسن، لكن الدفاع العراقي كان محكماً، ولم يجد المهاجمان علي مبخوت وأحمد خليل المساحة الكافية للتحرك. ضغط لاعبو الأبيض في الدقائق الخمس الأخيرة لخطف هدف السبق، لكن النتيجة بقيت على حالها. ودفع مدرب منتخب الإمارات مهدي علي، بمحمد عبدالرحمن (شقيق عمر) وحبيب الفردان بدلاً من إسماعيل الحمادي وخميس إسماعيل على التوالي، مطلع الشوط الثاني، بحثاً عن التسجيل، لأن التعادل كان سينهي مشواره في الدورة بعد أن انتهى الشوط الأول لمباراة عمانوالكويت المقامة بالتوقيت ذاته بتقدم الأولى بهدفين. لكن تعليمات مدرب العراق حكيم شاكر منعت الإماراتيين من مواصلة سيطرتهم على المجريات، فلم يعد الحذر مجدياً لأن نتيجة المباراة الثانية حتمت فوز العراق أو الإمارات للحاق بركب نصف النهائي. وترجم المنتخب الإماراتي أفضليته بهدف رائع لعلي مبخوت إثر كرة صاروخية من نحو 25 متراً استقرت في أقصى الزاوية اليسرى لمرمى جلال حسن (50). تاه العراقيون بعد الهدف، ولم يحصلوا على الوقت الكافي لتنظيم صفوفهم لأن أحمد خليل خطف كرة مررت خطأ بين المدافعين ومررها إلى علي مبخوت المنطلق إلى داخل المنطقة فسددها من فوق الحارس مسجلا الهدف الثاني (62). وبهذا الهدف، رفع مبخوت رصيده في صدارة ترتيب الهدافين إلى أربعة أهداف. وكاد همام طارق أن يقلص الفارق في أخطر فرصة عراقية منذ بداية المباراة عندما تابع بلمسة واحدة كرة من الجهة اليمنى لكنها مرت قريبة من القائم الأيمن (70). وأوقف علي خصيف مفعول كرة سددها أمجد راضي (78). وكاد الأبيض أن يضيف هدفاً ثالثاً من المرتدات في الدقائق الأخيرة نتيجة اندفاع العراقيين إلى الهجوم، حين أبعد همام طارق كرة من باب المرمى مباشرة (88). وكادت الدقيقة قبل الأخيرة أن تشهد هدفاً رائعاً لعمر عبدالرحمن حين تلقى كرة من شقيقه محمد، فاخترق المنطقة مراوغاً لاعبين، ثم وضعها في الشباك الجانبي من الجهة اليمنى. وفي المباراة الأخرى التي لعبت على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز، في توقيت واحد مع المباراة الأولى، حققت عمان فوزاً تاريخياً على الكويت صاحبة الرقم القياسي (10 ألقاب) ب5-صفر، ثلاثية منها للبديل سعيد سالم، وحرمتها بالتالي من التأهل إلى نصف النهائي، فيما سجل الهدفين الآخرين عبدالعزيز المقبالي. وقدمت الكويتوعمان أسوأ شوط في البطولة حتى تسجيل هدفين متأخرين، إذ غابت الخطورة تماماً عن المجريات في ربع الساعة الأولى التي كان فيها العماني الطرف الأفضل على صعيد السيطرة والانتشار، فيما اعتمد الكويتي على المرتدات السريعة لبدر المطوع من الجهة اليمنى وفهد العنزي في اليسرى. ولم يتبدل الحال كثيراً حتى الدقائق الأخيرة، وظلت عمان متفوقة ميدانياً، بيد أن الهدوء بقي سيد الموقف دون تهديد مباشر للمرميين، ولم يختبر الحارسان بشكل جدي، رغم حصول عمان على 3 ركلات ركنية. وكثيرا ما لجأ لاعبو الكويت إلى تهدئة اللعب التزاماً بتعليمات المدرب البرازيلي جورفان فييرا، الذي كان تركيزه منصباً على نصف النهائي. وكانت أبرز فرصة للكويت عندما عكس فهد العنزي كرة خطرة إلى بدر المطوع عند نقطة الجزاء، فشل الأخير في السيطرة عليها رغم عدم خضوعه للمراقبة (36)، ولعمان من رأسية عبدالسلام عامر إثر ركلة حرة مرت بجانب القائم الأيمن (38). ووقعت الكويت في المحظور الذي كان فييرا يريد تجنبه بعد كرة طويلة من الجهة اليسرى في منتصف الملعب استقبلها عبدالعزيز المقبالي وهرب من المدافعين مساعد ندا وخالد محمد إبراهيم وسددها قوية ارتطمت بيدي الحارس نواف الخالدي وأكملت طريقها إلى الشباك هدفاً أول (44). وتمددت عمان إلى المنطقة الكويتية وبعد عدة تمريرات قصيرة في اليمين واليسار أرسلت كرة عرضية من الجهة اليمنى ارتمى الخالدي وأبعدها فوصلت إلى سعيد سالم بديل محمد علي السيابي فأعادها بهدوء ودون رقابة إلى الشباك مسجلاً الهدف الثاني لعمان من أول لمسة للكرة (45+2). وفي مستهل الشوط الثاني، فاجأ العمانيونالكويت بالهدف الثالث إثر عرضية من الجهة اليمنى أفلتت من مساعد ندا ووصلت إلى البديل سعيد سالم الذي استقبلها بيمناه وتابعها بالقدم ذاتها على يسار الحارس حميد القلاف، بديل الخالدي (48). وكاد المقبالي يضيف الرابع بعد انفراد لكنه تهاون في التسديد وأطلق كرة خفيفة أبطل القلاف مفعولها (51). وبعد خروج خاطئ للحارس القلاف إلى خارج منطقته في مواجهة المقبالي، ارتدت الكرة إلى سعيد سالم فأكمل «الهاتريك» الشخصي، وسجل الهدف الرابع لعمان. وتسيدت عمان المجريات بشكل مطلق، وحصلت على عدة فرص لزيادة الغلة وسط استسلام للواقع من قبل الكويت، التي فوجئ لاعبوها بالنتيجة، وفقدوا الأمل في التعويض، خصوصاً بعد سماعهم أن الإمارات تقدمت على العراق. وفي الدقيقة قبل الأخيرة، تلقى المقبالي كرة مرفوعة من الجهة اليسرى تابعها برأسه على يسار القلاف (89).