حول "منتخب الاحلام" الاماراتي الحلم الى واقع وتوج بطلا لدورة كأس الخليج الحادية العشرين لكرة القدم بفوزه على نظيره العراقي 2-1 بعد التمديد في المباراة النهائية اليوم الجمعة على الاستاد الوطني في البحرين. وسجل عمر عبد الرحمن (28) واسماعيل الحمادي (107) هدفي الامارات، ويونس محمود (81) هدف العراق. وكانت الكويت احرزت المركز الثالث بفوزها على البحرين 6-1 اليوم ايضا. اللقب هو الثاني للامارات في تاريخ مشاركاتها في دورات كأس الخليج، بعد الاول على ارضها عام 2009، في حين فشل العراق في اضافة لقبه الرابع، وتعود القابه الثلاثة الى الحقبة القديمة للدورة اعوام 1979 و1984 و1988 بقيادة المدرب العراقي الراحل عمو بابا. والتحق العراق بالدورة في النسخة الرابعة عام 1976، وانسحب مرتين في 1982 بقرار سياسي و1990 احتجاجا على التحكيم، وابعد من 1992 حتى 2004 بسبب غزو الكويت عام 1990. الفوز هو الاول لمنتخب الامارات على نظيره العراقي في تاريخ لقاءاتهما في دورات كأس الخليج، مقابل خسارتين وخمسة تعادلات. المنتخب الاماراتي كان حقق اربعة انتصارات بفوزه على قطر 3-1 والبحرين 2-1 وعمان 2-صفر في الدور الاول، ثم على الكويت 1-صفر في نصف النهائي. اما المنتخب العراقي فحصد ايضا العلامة كاملة في الدور الاول بفوزه على السعودية 2-صفر والكويت 1-صفر واليمن 2-صفر، ثم تخطى البحرين بركلات الترجيح في نصف النهائي 4-2 بعد انتهاء الوقت الاصلي والاضافي 1-1. شهدت المباراة حضورا جماهيريا كثيفا خصوصا من المشجعين الاماراتيين، حيث غصت المدرجات بالاف الاماراتيين الذين حضروا الى البحرين لحضور المباراة. فقد حضر جمهور اماراتي غفير الى البحرين كما حصل في المباريات السابقة وخصوصا في نصف النهائي امام الكويت، لا بل ان عدد الطائرات التي خصصت لنقل الجماهير لحضور النهائي تضاعف (نحو 42 طائرة) ما ادى وصول اكثر من 10 الاف اماراتي الى ملعب المباراة. ولم يتمكن جميع المشجعين الاماراتيين من الدخول الى ارض الملعب الذي امتلأت عن آخرها، فتم الطلب منهم اللجوء الى القاعات المقفلة المجاورة لمتابعة المباراة عبر الشاشات الكبيرة. من جهة اخرى، احشد الاف العراقيين ايضا في الجهة المخصصة لهم على المدرج الرئيسي كما حصل في المباريات الاربع السابقة لمنتخب "اسود الرافدين". وافادت مصادر الوفد العراقي ان اربع طائرات عراقية تضم مشجعين للمنتخب لم تتمكن من الاقلاع من مطار بغداد لانها تأخرت في طلب الموافقة او الاذن بالهبوط في المنامة. هذا وقد بقيت اعداد كبيرة من الجماهير البحرينية في اماكنها في المدرجات بعد ان تابعت مباراة منتخب البحرين والكويت لتحديد المركز الثالث. وتميزت بطولة "خليجي 21" في البحرين بحضور جماهيري كبير في جميع المباريات، حيث حضر المشجعون عبر البر وبواسطة الطائرات نظرا لقرب البحرين الى الدول الخليجية الاخرى. لم يجر مدرب الامارات مهدي علي اي تغيير على التشكيلة التي خاضت مباراة نصف النهائي امام الكويت، معتمدا على عمر عبد الرحمن في خط الوسط والمهاجمين احمد خليل وعلي مبخوت. كما ان مدرب العراق حكيم شاكر اعتمد على نفس العناصر التي شاركت امام البحرين باستثناء مشاركة احمد ياسين مكان نبيل صباح. تناوب المنتخبان السيطرة على المباراة، فكان "الابيض" الاماراتي الافضل تماما في الشوط الاول فسجل هدفا رائعا عبر عمر عبد الرحمن واهدر فرصا عدة، وتسيد المنتخب العراقي الشوط الثاني ونجح في ادراك التعادل عبر هدافه يونس محمود الذي كان بامكانه ايضا خطف هدف الفوز في الدقائق الاخيرة. اولى المحاولات الجدية على احد المرميين بعد تحكم عراقي بالمجريات في الدقائق الخمس الاولى كانت اماراتية اثر انطلاقة خلف المدافعين للسريع احمد خليل لكن الحارس نور صبري خرج للتصدي له وابعدها الى ركنية من الجهة اليسرى (7). فرض المنتخب الاماراتي تدريجيا سيطرته وحاول الاختراق مرارا عبر الاطراف عبر تمريرات المايسترو عمر عبد الرحمن، في حين اعتمد العراقيون سريعا على اقفال المنطقة والانطلاق بالهجمات المرتدة او التمريرات الطويلة الى حمادي احمد ويونس محمود. حال الاداء الدفاعي للعراق والضغط على حامل الكرة دون وجود فرص اماراتية واضحة حتى الدقيقة 28 التي قام فيها عمر عبد الرحمن بفاصل مهاري على نمط الارجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الاسباني، فقد اخترق من الجهة اليمنى وتخلص من لاعبين دفعة واحدة ثم حاور علي عدنان داخل المنطقة وسدد كرة بيسراه ارتطمت بالمدافع احمد ابراهيم وغيرت اتجاهها لتستقر على يسار نور صبري. تقدم المنتخب العراقي الى الهجوم وسنحت له فرصة عبر همام طارق الذي ارسل كرة قوية بلمسة واحدة ابعدها الحارس علي خصيف في اول تهديد جدي لمرماه (34). بدأ المنتخب العراقي الشوط الثاني مهاجما بحثا عن التعديل، فكانت له فرصة اولى اثر رأسية من احمد ياسين بين يدي خصيف (49)، رد عليه عامر عبد الرحمن بكرة قوية من نحو 25 مترا على يمين مرمى نور صبري (51). دفع حكيم شاكر بالمهاجم الشاب ضرغام اسماعيل بدلا من احمد ياسين ثم اشرك مهند عبد الرحيم مكان حمادي احمد لتكثيف الضغط الهجومي فكان له ما اراد وازداد ضغط "اسود الرافدين" الذين كانوا قريبين من ادراك التعادل اثر كرة قوية من علي عدنان كرة ابعدها علي خصيف بقبضتيه (58). لكن مهدي علي عمد الى زيادة الكثافة العددية في منطقة الوسط باشراك اسماعيل الحمادي مكان المهاجم علي مبخوت للحد من الاندفاعة العراقية. تراجع اداء الاماراتيين الذين تراجعوا الى منطقتهم للدفاع عن الهدف، لكن العراقيين لم يحسنوا في المقابل بناء الهجمات وتشكيلة خطورة كبيرة، فعمدوا الى التمريرات الطويلة والتسديد من خارج المنطقة، ومنها كرة قوية لضرغام اسماعيل بين يدي خصيف (71). كثف العراق محاولاته الى ان اكرد التعادل في الدقيقة 81 عبر كرة من الجهة اليسرى تنقلت بين اكثر من لاعب الى ان تهيأت امامه داخل المنطقة فاطلقها قوية في الزاوية اليسرى لمرمى علي خصيف. وكاد يونس محمود يسجل هدفا ثانيا قبل النهاية بثلاث دقائق اثر هجمة مرتدة حيث اخترق المنطقة وتخلص من اسماعيل الحمادي ثم سدد كرة تصدى لها الحارس. حاول مهدي علي انهاء المباراة في وقتها الاصلي باشراك اسماعيل مطر وسعيد الكثيري بدلا من احمد خليل وحبيب الفردان، فتحولت الدقائق المتبقية الى سجال بفرصة من هنا واخرى من هناك مع خطورة واضحة للعراقيين لكن من دون تغيير في النتيجة مع انتهاء الوقت الاصلي. كان الاداء بطيئا في الشوط الاضافي الاول غابت فيه الفرص الخطرة على المرميين، لكن الشوط الاضافي الثاني شهد هدفا اماراتيا عبر اسماعيل الحمادي الذي تلقى كرة في الجهة اليمنى للمنطقة فوضعها في المرمى (107). سنحت للامارات فرصة اخرى عبر سعيد الكثيري عبر كرة في المنطقة لكنه اطاح بها خارج الخشبات (111). وكاد العراق يدرك التعادل مجددا اثر كرة من وليد سالم كرة من الجهة اليمنى الى مهند عبد الرحيم امام المرمى مباشرة لكنه اكملها الى جانب القائم الايسر (114).