دعا الشيخ محمد العباد للشهداء بالرحمة الواسعة وللجرحى بالشفاء العاجل ولذويهم بالصبر والسلوان، وقال إن الجريمة البشعة التي ارتكبها الإرهابيون في حق الشهداء والجرحى من أهالي قرية الدالوة في الأحساء أصابت بالذهول، ليس فقط أبناء القرية بل أبناء الوطن بأكمله، مما جعل الكل يتفاعل بإيجابية مع هذا الحدث الأليم. وأضاف أن الجميع يشعر بأن المستهدف ليس قرية أو طائفة بعينها، بل المستهدف الوطن كله بكل أطيافه، مبيناً أن الإرهاب لا دين لا جغرافية له، لذلك لابد من التفكير الجاد للوقوف أمام هذا التيار الإجرامي، ولا يمكن ذلك إلا من خلال اجتثاث منابعه من الفكر التكفيري والمتطرف، الذي يسعى لإلغاء الآخر، ومراجعة المواد التعليمية الدينية في المدارس والجامعات التي يستغل المتطرفون ماهو موجود فيها صراحة أو تلميحاً بتكفير الآخر على أساس الاختلاف في بعض المعتقدات الفرعية أو الممارسات العملية، وتجريم خطاب الكراهية سواء في خطب المساجد أو القنوات الفضائية أو شبكات التواصل لأن رُبَّ خطاب هو أكثر خطورة من كتاب تكفيري. وقال «نشكر الصوت الذي ارتفع الآن من العلماء والكتَّاب سنة وشيعة، بالدعوة لبنذ الكراهية لكن المرجو أن يستمر هذا الصوت ويرتفع أكثر». من جهته قال الشيخ مهنا الحبيل إن الجريمة الإرهابية التي هزّت وجدان أبناء الشعب في الأحساء وفي المملكة في حادثة استهداف الأبرياء المدنيين والأطفال في بلدة الدالوة شرق الأحساء، لم تكن تحتمل أي تردد في إدانتها ورفضها واتخاذ الموقف العاجل التضامني مع الضحايا من كل أبناء الأحساء بطائفتيهما، وهو ما جرى بالفعل كخطوة أولى تسجل الموقف العاجل الذي تزامن مع اعتقال السلطات الأمنية أحد المتهمين بالجريمة الشنعاء وهو الأمر المهم لتتبع تفاصل الجريمة. وأضاف أن المشاعر الإنسانية العفوية من سُنّة الأحساء ومن مواطني المملكة تدفقت باضطراد كبير للغاية، وصعدت على أي مواقف أو مشاعر سلبية دنيئة وتحريضية، وهو الموقف المتوقع الذي صوّر مشاعر الألم والحزن والدهشة لوصول هذه المشاريع الخطيرة ذات البصمة الطائفية المسلحة إلى منطقتنا، وهو سياق تضامني نؤكده ونحمد الله أنه حاضر بين المثقفين وطلبة العلم ورجال الأعمال وكل شرائح الرأي العام الوطني في الأحساء ويُدعم من حشد كبير من مناطق الوطن. وأوضح أن هذا الموقف والمشاعر التي لن تُعيد الضحايا – رحمهم الله – لكنها تعلن اتخاذ موقف من هذه الفتنة يدعم ويساند وأدها كخيار للأحساء ولكل الوطن. ولفت إلى ضرورة تطويق الخطاب التحريضي الذي تُعاني منه المنطقة من أكثر من منبر وتحريك برنامج الحوار الوطني المجتمعي في المنطقة الشرقية، كما أن لدينا رسالة في منظومة علاقتنا الاجتماعية تحتاج تحريكاً ودعماً وتشجيعاً من المؤسسات الرسمية والإعلامية لتعزيز ثروة الأحساءوالشرقية ذات المخزون المهم للوعي الديني والمدني للتعايش. وأوضح أن هذا المخزون له أدواته، ولكن يحتاج أن يباشرها وتُمنح له المنابر لخطاب عاقل وهادئ وحاسم ضد أي عمل جنائي أو إرهابي أو تحريض يؤدي إلى ظلم للأبرياء أو تعزيز ثقافة اللعن والكراهية بين المجتمع الواحد، لافتاً إلى أن الحاجة إلى مواطنة الخطة الخطيرة التي انطلق منها الفعل الإرهابي في الدالوة وهي خلق بيئة صراع طائفي أكبر، عبر تعزيز التواصل الواقعي والعقلاني. وقال المهتم بالشأن الاجتماعي عباس المعيوف إن الأحساء تبقى عصية على أولئك المخربين الذين لايعترفون بفكر ولاتيار ولامذهب ولايمثلون السنة لامن قريب ولابعيد فهم براء من كل ملة ودين . وأضاف أن ماحدث في بلدة الدالوة في الأحساء جريمة لاتقرها شريعة سماوية والجميع يتفق على سمة التعايش والسلم الأهلي المشترك في أحسائنا الحبيبة التى تضم بين حناياها خمسة مذاهب إسلامية وهي المذهب المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي والجعفري. وأوضح أن من يقرأ المشهد في الأحساء يدرك حرص دولتنا الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استتاب الأمن وبسطه على الكل ويرى حالة الاستقرار والسلم الأهلي نموذجاً راقياً يحتذى به. وبيَّن أن ما يحدث للسنة يتألم من أجله الشيعة ومايحدث للشيعة يتألم من أجله السنة، وعلى الرغم من المحاولات الفاشلة عبر القنوات الفضائية البغيضة والكتب المحرضة نبقى أشد تماسك ضد الأرهاب والعبث. إلى ذلك قال المهتم بالشأن الاجتماعي عبدالحميد الملا: «بقلوب مؤمنة ونحن نعيش هذه الأيام في ظروف وأجواء هزت مشاعرنا وآلمتنا وبقدر ما أحزنتنا إلى أننا أحسسنا على الرغم من قساوة الحدث وصعوبة الموقف والفقد لثلة من براعم وشباب من خيرة أبنائنا إلى أن العزاء خفف علينا بعد الوقفة الطيبة والموحدة والمنسجمة من جميع الأطياف والاتجاهات لنثبت للعالم برمته أن هناك تجانساً لامثيل له في كل أصقاع العالم وأن الجميع ضد الإرهاب وضد هذه الجرائم التي ليس لها دين ولاموطن.