جدّدت شخصيات دينية واقتصادية واجتماعية في محافظة الأحساء موقفها من جريمة «الدالوة» الإرهابية وفشل مرتكبيها في شق الصف الوطني وإحداث الانقسام بين المواطنين الذين نشأوا على الألفة والمحبة بينهم في ظل مجتمع رحيم. ونوّه المهندس صالح العفالق عضو مجلس الشورى رئيس مجلس غرفة الأحساء بزيارة أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف لأهالي الدالوة وتقديمه العزاء لهم، مشيراً إلى أن في ذلك دلالة واضحة وصريحة على رسالة طاهرة للجميع وهي أننا في هذا الوطن لا فرق بيينا ولا مكان للطائفية. وقال العفالق إنه قدم مداخلة في مجلس الشورى بعد الجريمة واعتبر خلالها أن ما «حصل من عمل إرهابي طال الأبرياء يهدف إلى شق الصف الوطني واللُّحْمة الكبيرة، وخصوصا في محافظة الأحساء التي عشنا فيها وعاش آباؤنا سنوات ولم تعرف الطائفية قط». من جهته قال صلاح المغلوث رئيس لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية بالأحساء وعضو مجلس الإدارة « إن الزيارة الكريمة التي قام بها سمو أمير المنطقة الشرقية إلى أهالي «الدالوة» تجسيد حقيقي لمعدنه الأصيل وإنسانيته خاصة وأنه قطع رحلته العلاجية لأجل تقديم واجب العزاء والمواساة، وفي ذلك برهان واضح وصفعة عنيفة في وجه الإرهاب وأصحاب الفكر الضال. من جهته أوضح الشيخ قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء وأحد علماء المحافظة أن قتل الأبرياء في قرية «الدالوة» الآمنة جريمة مصادمة لديننا وهي غدر لا يقدم عليه من يتقي الله لو كان حراً شجاعاً لما فر جبناً وخورا. «فهؤلاء الأبرياء لا خلاف بين المسلمين في أن دماءهم وأموالهم حرام، بل كل مواطن دمه وماله وعرضه حرام وإن كان يهوديا أو نصرانيا باتفاق العلماء». وأضاف» زيارة أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف موقف إنساني كبير و ضربة موجعة لكل التنظيمات الإرهابية التي يهمها إسقاط هذا الوطن واللهث خلف الطائفية لتكون بيننا فتنه وهو مالم ولن يحدث بعون الله وتوفيقه». وقال رئيس اللجنة الصناعية بالغرفة فهد بن خالد العرجي لم نستغرب زيارة سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف لموقع حادثة الدالوة، فقد اعتدنا من سموه حرصه الدائم على التواصل مع جميع أهالي الشرقية في مختلف المحافظات ومجلسه العامر وأسلوبه الذي يتعامل به مع الجميع يجسد إنسانيته التي أعاد تجسيدها أمام العالم بأسره في الدالوة، حين قدم من رحلته العلاجية لكي يطمئن بنفسه على أهالي الدالوة بعد مصابهم الأليم وأود أن أنتهز هذه الفرصة لتقديم العزاء لسموه فهو عودنا على أن يكون مصابه مصاب كل أهالي الشرقية، وما نتعرض إليه من حاجة أو قضاء وقدر يؤلمه حتماً فهو أخ الجميع – حفظه الله – من كل شر ومتعة بالصحة والعافية. وقال السيد علي الناصر السلمان، أحد العلماء البارزين في محافظة الأحساء، إن زيارة سموه لموقع الحادثة الأليمة تجسيد لإنسانية سموه – حفظه الله – فهذه الحادثة هي الأولى من نوعها في محافظة الأحساء، حيث التعايش السلمي والنموذجي بين المذاهب الإسلامية على مر العصور، داعياً للضحايا بالرحمة، والشفاء العاجل للمصابين وشدد السلمان على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية «لن يكون لها أي أثر مستقبلي على العلاقة النموذجية بين أبناء الوطن الواحد، في الأحساء». وشدد السيد حسن النمر الموسوي، وهو أحد وجهاء الأحساء على أن زيارة سمو أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف للدالوة دليل راسخ على أنه حريص على التواصل مع أهالي المنطقة على اختلاف ميولهم ومعتقداتهم وهي رسالة يطالب من خلالها سموه ب«التحلي بروح المسؤولية والحكمة مع عدم التهوين من هذه الأعمال، بل الوقوف صفا من أجل ألا تتكرر ولا تتوسع دائرتها».