أكد رجل الدين في محافظة القطيف، السيد منير الخباز، أن الزمرة المجرمة التي نفذت جريمة الدالوة في الأحساء قصدوا به إشعال شرارة الاحتراب والاقتتال بين أبناء البلد الواحد، داعياً الله أن يحفظ أمن هذا البلد المعطاء، ويديم عليه نعمة الإخاء، والمحبّة، والوفاء. وقال إن الحدث المُفجِع الذي أصاب أهلنا، وأحبّاءنا، من قرية الدّالوة، مدان بكلِّ الموازين الشّرعيّة، والقانونيّة، والقيم الإنسانيّة، لما تضمّنه مِن قتل مجموعة مسالمة دون جرم. وشدد على أن الإخوة أهل السّنّة، أدانوا هذه الجريمة وطالبوا بالقضاء على هذه الشّرارة الطّائفيّة قبل اتّساعها، وأنهم منهاء براء وإنّما تمثّل المنهج التكفيريّ البغيض، الذي قتل وأجرم في حقِّ السّنّة والشّيعة في دّول أخرى. وأشار إلى أن هدف الجريمة قُصد منه استدراج أهالي المنطقة للدّخول في أتون ردّ الفعل، وإطار الانتقام والاحتراب، لكنّ أهالي المنطقة المعروفين بمنهج الحكمة، وروح الأُخوّة، أكثر ذكاءً وأبعد نظراً من أنْ ينساقوا وراء هذه الأفعال الاستفزازيّة المقيتة. وأكد أن القضاء على هذه البذرة الخبيثة، التي يخشى منها إقحام المجتمع في موجة الفعل، وردِّ الفعل، يحتاج مضافاً للخطوات الأمنيّة، ومعاقبة المجرمين ومَنْ خَلفَهم؛ إلى خطوات أخرى قانونية، حددها في تكريسُ وترسيخُ تجريمِ مَنْ يتحدث بلغة طائفيّة، أو يتصرف بنَفَسٍ طائفيّ يستعدي بعض أبناء البلد الواحد على بعضه الآخر، ويبثُّ روح الكراهيّة والحقد بينهم؛ لاختلاف مذهبيّ، وخطوات اجتماعيّة تتضمن اجتماع العقلاء أبناء هذه التربة، والبلد الواحد من الشّيعة والسُّنّة، الذين تربطهم الوشائج الأَخويّة بمقتضى الجوار، والتداخل الحميم منذ مئات السنين؛ على تأكيد مواثيق اللّحمة الاجتماعيّة، والوقوف صفّاً واحداً أمام أيِّ نعرات طائفيّة محتملة، كما أنَّ هناك ضرورة مُلحة لاجْتثاث منابع الفكر التكفيريّ الإقصائيّ، واقتلاع جذور منهج التحريض ضدّ أبناء الوطن، عبر بعض الصحف والكتب الرائجة.