جريمة نكراء في حق المجتمع الآمن والمسالم، وفي حق الوطن، فهي موجَّهة ضد مواطنين أبرياء يمارسون شعائرهم في مناسبة دينية، مما يُضفي على هذه الجريمة أبعاداً لها مغزاها ومخاطرها على أمن الوطن وتماسك أبنائه. ولا شك في أن مَنْ قام بهذا العمل يدرك جيداً هذه الأبعاد، ويهدف إلى ضرب عمق الوحدة الوطنية وتماسكها، خاصة في منطقة الأحساء التي يشهد الجميع لها بأنها أرض التعددية والتعايش والتسامح بين مختلف المكونات الاجتماعية والمذهبية. إننا في الوقت الذي نُدين فيه هذه الجريمة ونستنكرها، ونقف جميعاً ضد من يتبناها، فإنني أُشيد بمواقف الجهات الرسمية، وهيئة كبار العلماء والواعين من مثقفي الوطن ورموزه، الذين عبَّروا عن تضامنهم مع أهالي الضحايا خاصة والمواطنين في الأحساء عامة وطالبوا بموقف واضح يدين هذه الجريمة النكراء. كما أؤكد على المطالبة التي تكررت من قِبل النخب الثقافية في وطننا، بضرورة تجريم الخطاب الفكري الطائفي وممارساته التي تشمل في مجموعها أرضية لمثل هذه الجرائم المنكرة والأفعال الشنيعة. وأشير هنا إلى ضرورة الإفصاح الكامل والشفَّاف عن نتائج التحقيقات الأمنية أمام الجميع كي توأد الفتنة في مهدها. إن السكوت على مثل هذه الجريمة سيكون معبراً لتبريرها، وبالتالي قبول تكرارها، وآمل أن تتسم ردود الفعل بالحكمة والصبر والاتزان وعدم التعميم كي نفوِّت على من يريد إذكاء الفتنة وإشعالها بيننا أي فرصة ممكنة. رحم الله أبناءنا شهداء العمليات الإرهابية وربط على قلوب أهلهم وذويهم بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.