بعد صباحٍ هادئ لم يخلُ من توتر، اشتبك فلسطينيون مع قوات الشرطة الإسرائيلية في حي وادي الجوز بالقدس بعد صلاة الجمعة اعتراضاً على الإغلاق الكامل للمسجد الأقصى الخميس للمرة الأولى منذ 14 عاماً، كما اندلعت تظاهرات منددة بالإغلاق في مواقع بالضفة الغربية وغزة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين الذين كانوا يلقون الحجارة في وادي الجوز. وفي حي رأس العمود المجاور، أقيمت صلاة الجمعة وسط حضور مكثف لقوات شرطة الحدود الإسرائيلية، وصلَّى كثيرون في شوارع بلدة القدس القديمة. وكانت السلطات الإسرائيلية سمحت فقط لمن هم فوق الخمسين بالصلاة في المسجد الأقصى أمس الجمعة بعد يومٍ من إغلاق الحرم القدسي أمام جميع الزوار. وساد الهدوء الأحياء العربية في المدينة القديمة في الساعات المبكرة من صباح أمس، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن «صلاة الفجر مرت دون حوادث». وكثفت شرطة الحدود الإسرائيلية من وجودها في شوارع المدينة القديمة المرصوفة بالحجارة وحول أبواب الحرم القدسي، وكانت تتشدد في فحص بطاقات الهوية. من جهته، ندد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بتصرفات إسرائيل ووصفها بأنها تصل إلى حد إعلان حرب. وكان حركة فتح التي يتزعمها عباس دعت إلى «يوم غضب» أمس اعتراضاً على إغلاق الحرم. وهذا أول إغلاق كامل للمسجد الأقصى منذ 14عاماً. وكانت قوات الشرطة الإسرائيلية قتلت بالرصاص أمس الأول الخميس فلسطينياً (32 عاماً) يُشتبَه في قيامه بمحاولة اغتيال ناشط إسرائيلي من اليمين المتطرف قبلها بساعات؛ ما أدى إلى وقوع اشتباكات في القدسالشرقية وأثار مخاوف من تفجر انتفاضة فلسطينية جديدة. وفي واشنطن، دعا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، «كل الأطراف إلى ضبط النفس في القدسالشرقية»، مؤكداً أنه على اتصال مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إضافةً إلى الأردن لإعادة الهدوء. ودان كيري أيضاً محاولة الاغتيال التي تعرض لها مساء الأربعاء في القدس الغربية القيادي في اليمين القومي المتطرف يهودا غليك.