سمحت السلطات الاسرائيلية لمن هم فوق الخمسين فقط بالصلاة في المسجد الاقصى بالقدس اليوم الجمعة بعد يوم من اغلاق الحرم القدسي أمام جميع الزوار عقب أعمال العنف الأخيرة في المدينة. وساد الهدوء الاحياء العربية في المدينة القديمة في الساعات المبكرة من صباح اليوم الجمعة وقالت الشرطة الاسرائيلية ان صلاة الفجر مرت دون حوادث. ورغم ذلك شددت اجراءات الامن قبل صلاة الجمعة المتوقع ان تشارك فيها أعداد أكبر. وكثفت شرطة الحدود الاسرائيلية من وجودها في شوارع المدينة القديمة المرصوفة بالحجارة وحول أبواب الحرم القدسي وكانت تفحص بدقة بطاقات الهوية. وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتصرفات إسرائيل ووصفها بأنها تصل إلى حد إعلان حرب ودعت حركة فتح التي يتزعمها إلى "يوم غضب" اليوم الجمعة احتجاجا على قرار اغلاق الحرم القدسي الذي عادت السلطات الاسرائيلية وفتحته جزئيا الليلة الماضية. وهطلت الامطار في القدس لأول مرة منذ أسابيع ويمكن ان يقلل هذا من حجم أي احتجاجات. وهذا أول إغلاق كامل للموقع المقدس لدى المسلمين واليهود في 14 عاما. ويقول السكان إن هذه هي المرة الأولى التي يغلق فيها الحرم القدسي أمام كل الزوار مسلمون ويهود وسياح منذ عام 2000 حين بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية. لكن وزارة الاوقاف والمقدسات الاسلامية في الاردن تقول ان هذا أول اغلاق كامل للحرم منذ حرب 1967. ودأبت الشرطة الاسرائيلية على تقييد الدخول الى المسجد الاقصى وقصره على النساء ومن هم أكبر من 40 أو 50 عاما من الرجال اذا تخوفت من حدوث اشتباكات. ولم يتضح متى ستفتح السلطات الاسرائيلية الحرم القدسي بالكامل امام كل المصلين المسلمين. وقال أحمد أبو زعرور (21 عاما) الذي يدير كشكا لبيع الفاكهة في المدينة القديمة "عادة أذهب للصلاة خمس مرات يوميا لكن الشرطة منعتني اليوم." وحين سئل عما اذا كان ذلك قد أغضبه رد قائلا "ماذا أقول؟ علي ان أكبح غيظي بداخلي." وكانت قوات الشرطة الإسرائيلية قتلت بالرصاص امس الخميس فلسطينيا (32 عاما) يشتبه في قيامه بمحاولة اغتيال ناشط إسرائيلي من اليمين المتطرف قبلها بساعات مما أدى إلى وقوع اشتباكات في القدسالشرقية وأثار مخاوف من تفجر انتفاضة فلسطينية جديدة. وسقطت جثة معتز حجازي وسط بركة من الدماء بين عدد من أطباق الأقمار الصناعية فوق منزل مكون من ثلاثة طوابق في حي الثوري في القدسالشرقية بينما أغلقت الشرطة الإسرائيلية المنطقة وتصدت لمحتجين فلسطينيين يلقون الحجارة. ويشتبه أن حجازي هو من فتح النار وأصاب الناشط اليميني الإسرائيلي يهودا جليك يوم الاربعاء بينما كان يغادر مؤتمرا للترويج لحملة تطالب بالسماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي. وقال سكان إن القتيل هو حجازي وانه قضى 11 عاما في سجون إسرائيل وأفرج عنه عام 2012. واعتقلت الشرطة والد حجازي وشقيقه لاستجوابهما. وأطلقت الشرطة قنابل صوت للتصدي لسكان عبروا عن غضبهم وهم يتابعون العملية من الشرفات القريبة. ونعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي موت حجازي واشادتا بإطلاق الرصاص على جليك. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية في حرب عام 1967. وكانت المدينة محور مناوشات عنيفة في الأشهر القليلة الماضية خاصة حي سلوان القريب من المسجد الاقصى. وكان من أكبر أسباب غضب الفلسطينيين خلال الاسابيع القليلة الماضية هو انتقال مستوطنين يهود إلى أحياء عربية وزيادة زيارات إسرائيليين متشددين من بينهم سياسيون إلى الحرم القدسي في المدينة القديمة برفقة قوات شرطة. واشترت منظمات استيطان يهودية أكثر من 20 مبنى في سلوان على مدى سنوات منها تسعة خلال الثلاثة أشهر الاخيرة ونقلت أسر مستوطنين اليها. ويعيش الآن نحو 500 مستوطن وسط نحو 40 ألف فلسطيني. ويقول سكان إنه بسبب هذه العملية والتوترات المتعلقة بالمسجد الاقصى وحرب غزة تعيش القدسالشرقية مناخا متوترا لم تشهد مثله منذ أكثر من عشر سنوات منذ بدء الانتفاضة الثانية عام 2000. وتدير وزارة الاوقاف الاردنية المسجد الاقصى وبموجب القواعد المطبقة يسمح بدخول اليهود الى الحرم القدسي لكن لا يسمح لهم بالصلاة داخله. وخلال السنوات القليلة الماضية يضغط ناشطون يهود من اليمين المتطرف من أجل السماح لهم بالصلاة في الحرم القدسي وهو ما صعد التوتر أكثر مع المسلمين. ويقود هذه الحملة الناشط الاسرائيلي جليك الذي اصيب بالرصاص في محاولة اغتيال يوم الاربعاء. رابط الخبر بصحيفة الوئام: اسرائيل تسمح لمن فوق الخمسين بالصلاة في المسجد الاقصى