دخلت منطقة حائل في برنامج السياحة الزراعية، بعدما منحت الهيئة العامة للسياحة والآثار في حائل ثلاث عضويات لثلاثة مزارعين في المنطقة، في خطوة هي الأولى في المنطقة في المجال السياحي، وتعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على تنمية السياحة الزراعية باعتبارها محوراً اقتصادياً مهماً، وتوفر كثيراً من الفرص الاستثمارية للمزارعين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، إضافة إلى إسهامها في توليد فرص عمل للمواطنين. السياحة الزراعية هي إحدى مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير صناعة السياحة الوطنية المرتبطة بها؛ حيث تسعى الهيئة من خلال المشروع إلى زيادة الرحلات السياحية للمناطق الريفية والزراعية في المملكة وما يتحقق منها من عوائد اقتصادية واجتماعية على المواطنين في تلك المناطق، وتنفذ الهيئة هذا المشروع ليستفيد منه المزارعون في المملكة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع شركائها في القطاعات الحكومية ممثلة بوزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة، وصندوق التنمية الزراعية ومؤسسات القطاع الخاص ذات العلاقة. «الشرق» التقت بالمزارعين الذين حصلوا على عضوية السياحة الزراعية، بعد اختيار المزارع الثلاث، وهي مزرعة عبدالرحمن سالم الرشيد ومزرعة ماجد يوسف عبدالله المرشدي ومزرعة عمر سالم خلف الشغدلي، بعد استيفاء ملاكها جميع الشروط المحددة، واستكمال إجراءات الانضمام للسياحة الزراعية، ومن أهم الشروط المقررة حضور ورش وندوات نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة حائل، والتزام المزارع المشارك في السياحة الزراعية باشتراطات ومعايير عضوية السياحة الزراعية في مزرعته، التي توافق عليها وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الزراعة. حيث أوضح عمر سالم الشغدلي أن السياحة الزراعية هى أحد تطلعات الهيئة العامة للسياحة والآثار رغم أن المشروع أو البرنامج بدأ متأخراً، إلا أننا وجدنا العناية والاهتمام من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومشروع السياحة الزراعية واعد ومتميز وينتظره مستقبل كبير، لتوفر البنية التحتية للمزارع والمواقع الجغرافية في المنطقة. وقال: الكل يعرف أن أجواء حائل تساعد على تبني مثل هذه المشاريع، مشيراً إلى أن نجاح وانتشار مشاريع السياحة الزراعية رهين بتسهيل إجراءات منح التراخيص والقروض والاهتمام من الجهات ذات الاختصاص، وهو الأمر الذي تحقق بالنسبة إليه. مقدماً شكره للهيئة العامة للسياحة والآثار في حائل على منحه عضوية السياحة الزراعية. من جانبه قدم ماجد يوسف المرشدي شكره للهيئة العامة للسياحة والآثار في حائل على منحه عضوية السياحة الزراعية، مؤكداً أن رؤية المشروع هي أن تكون مزارع حائل منتجة سياحياً، كما أنها كانت وما زالت منتجة زراعياً، وهذه المزارع من الممكن أن يضاف لها بعد اقتصادي آخر يحقق عوائد مالية لهذه المزارع من النشاط السياحي. مشيراً إلى أنه يتطلع للمستقبل وما بعد منحه العضوية وهو تضافر الجهود من قبل الدوائر الحكومية وتذليل العقبات لإنجاح المشروع أو برنامج السياحة الزراعية، مطالباً في الوقت نفسه بتسهيل أمورهم بالنسبة للبنك الزراعي للحصول على القروض للعمل وتحسين المشروع. وقال المرشدي: نسعى للحصول على القروض ليس للحصول على القرض فقط وإنما لتوفير الخدمة التي تواكب الدراسة التي نعمل عليها لتحسين بيئة المزارع من النزل والإمكانيات الأخرى، مشيراً إلى أن الإقبال على السياحة الزراعية مميز من زائرين من داخل حائل وخارجها. وهو ما لمسناه خلال الفترة الماضية، ونأمل في تطويره بشكل مستمر من خلال الدعم الذي نأمل في الحصول عليه. وأوضح اختصاصي التنمية السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار بحائل ماجد ساير الجبرين أن الهيئة تستهدف مع شركائها تطوير وتهيئة عديد من مزارع في حائل لتكون مزارع نموذجية ورائدة يستفيد منها المزارعون الآخرون في تطوير مزارعهم وقدراتهم، والانضمام لاحقاً للسياحة الزراعية الآخذة في النمو. وأشار الجبرين إلى أن السياحة الزراعية هي أحد المنتجات السياحية التي توضح إمكانية الاستفادة من السياحة وتوظيفها لخدمة المجتمع وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية. وأضاف الجبرين: سيتم لاحقاً التعاون مع صندوق التنمية الزراعية لتحفيز المزارعين على الدخول في هذه السياحة، وأن الهيئة ستساعد المزارع على الحصول على قرض من الصندوق لتطوير مزرعته. مشيراً إلى أن هذه السياحة ستسهم في بقاء المزارعين في مزارعهم وتطويرها كمصدر دخل جيد، وستكون من الأنشطة التي توفر فرص عمل جديدة للموطنين سواء للعمل في مزارعهم أو تقديم خدمات للسياح. وقال: الهيئة تعمل على تطوير السياحة الزراعية بالتعاون مع شركائها، معرباً عن اعتقاده بأنه سيكون لدى المملكة سياحة زراعية قيمة، خلال سنوات قليلة، يستفيد منها المجتمع وتوفر فرصاً وظيفية لكثير من للمواطنين، مما يسهم في الحد من هجرة أهل الريف إلى المدن. وأضاف: إن السياحة الزراعية موجودة في المملكة ولكنها غير منظمة، فالمزارعون يحتاجون إلى دعم وتسويق مزارعهم ومنتجاتهم. وأكد أن الهيئة تسعى لنشر السياحة الزراعية في كل أرجاء المنطقة، وسنعمل على مساعدة ملاكها على تطويرها وتجهيزها لاستقبال السياح. موضحاً أنه سيتم اختيار المزارع المشاركة بناء على عدد من المعايير، مثل المزارع الذي لديه الاستعداد لتطوير مزرعته، ولديه تقبل للسياحة الزراعية واستقبال السياح سواء كانوا مواطنين أو مقيمين؛ لأن السياحة الزراعية لا تصلح لكل المزارعين.