بذل جمال بوشاوش (فرنسي من أصل جزائري) الغالي والنفيس من أجل توفير المال وتحقيق أمنية والدته المسنة في أداء فريضة الحج، وزيارة بيت الله الحرام، مثلها مثل باقي المسلمين في شتى بقاع الأرض، الذين يتمنون الحج وزيارة المشاعر المقدسة. وروى بوشاش (49 عاماً) الذي يعيش في بريطانيا ويعمل في وظيفة فني ميكانيكا منذ عامين في الدمام، قصته ل «الشرق» خلال الرحلة التي أقلت محرر «الشرق» من مطار الملك فهد الدولي بالدمام إلى جدة، بقوله: «درست في فرنساوبريطانيا واكتسبت الخبرة التي أهلتني وطورتني في مجال عملي». وأضاف «والدتي امرأة مسنة تبلغ من العمر سبعين عاماً وتنتظر الحج منذ خروجها للدنيا، ولكن لدينا في الجزائر عدد تأشيرات الحج قليلة جداً، وفي كل عام تُجرى بما يشبه القرعة، ويقع الاختيار على أشخاص، ولا يحالف الحظ الآخرين مع الأسف، ومن ضمنهم والدتي التي تنتظر وتترقب وتدعو الله في كل عام حتى استجاب لها، وجاءت الفرصة ووقع عليها الاختيار». وتابع «والدتي اتصلت بي وأبلغتني بهذه البشارة الطيبة، وقالت إن سعر الفيزا 15 ألف ريال، حينها لم أبال أبداً بالمال ودفعت المبلغ على الفور، وهذا أقل ما أقدمه لأمي، وهذه أول مرة تحج فيها في حياتها، مع العلم أن والدي متوفي». وذكر بوشلوش أن والدته أتت مع حملة من الجزائر إلى مصر بالطائرة، ثم من مصر إلى جدة بالطائرة أيضاً، ثم ذهبت إلى مكة وأدت العمرة، وأنا سأذهب لها لمساعدتها على تأدية فريضة الحج لأنها عجوز مسنة وتحتاج إلى رعاية ودفع على الكرسي وتوفير الطعام وغيره، بسبب معاناتها مع آلام الظهر والمفاصل والأرجل. وقال إن لديه تسعة أبناء يدرسون حالياً في الجزائر ثم سينتقلون إلى بريطانيا لإكمال الدراسة الجامعية، مضيفاً أنه يتمنى أن يؤدي جميع أبنائه فريضة الحج.