تتميّز مائدة عيد الأضحى في دول الخليج بدسومتها وسخائها، فتحرص العائلات على ذبح الأضاحي وإعداد غذاء العيد الذي يحضره جميع أبناء الأسرة، وغالباً ما يكون «كبسة» أو «مندي»، ومن فوقه لحم الأضحية، فيما يحذر مختصون في التغذية من الإفراط في تناول لحم الضأن، وكذلك الحلويات، لما لها من مضار على الصحة. وحذرت اختصاصية التغذية آمنة العبدالله من الإكثار من الحلويات أول أيام العيد، لأنها تسبب السمنة وتؤدي إلى الخمول والإحساس بالتخمة والغثيان والحرقة، مشيرة إلى ضرورة عدم الأكل والشرب في آن واحد وشرب الماء بكثرة، والمشي بعد ساعتين من الوجبة لمساعدة المعدة والأمعاء في عملية الهضم. وقالت إن الإكثار من تناول اللحوم وخاصة الضأن، يتسبب فى الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي والانتفاخ، وفي حالة استمرار التناول بكثرة فإنه يؤثر على عمل الأوعية الدموية في القلب، بالإضافة إلى أن لحم الضأن يحتوى على نسب كبيرة من الدهون المشبعة، مما يتسبب في ارتفاع الكولسترول. أما اختصاصية التغذية زهرة الحسين، فقد تطرقت إلى عادات الدول العربية من حيث الغذاء في العيد، تقول «لدينا في السعودية تذبح الأضاحي وتعدّ من كبدها وجبة الفطور، بينما من لحمها تعد ولائم الغداء التي تتألّف من الوجبة الأشهر في السعودية وهي الكبسة، أما في مصر فيشتهر المصريون بالرقاق الذي يعدّ خصيصاً بمناسبة عيد الأضحى، كما يتناولون كبد الخروف وحواشيه في الإفطار تمهيداً لتناول أشهر أكلة في مصر وهي «الفتة بالثوم»، أما في تونس: تعتبر الوجبة الأساسيّة لعيد الأضحى الكسكسي واللحم، وفي الأردن تجتمع الأسر الصغيرة في منزل كبير العائلة، فتبدأ الأُسر الأردنية بتناول الفطور يوم العيد، وهو يتألّف من مجموعة أكلات أردنية مثل الفول والفلافل والحمص بالطحينة وكبدة الخروف المحشية بالبقدونس والثوم، أمّا الغداء فيطبخ المنسف وهي أكلة بدوية، وفي عمان يحضّر الأهالي وجبة «العرسية»، وفي صباح يوم العيد يشكّل الرجال والشباب والأطفال عدّة حلقات ويتناولون هذه الوجبة، أما في فلسطين فيتحضّر الفلسطينيون لاستقبال العيد بتحضير حلويات العيد من معمول ومطبق وغريبة فتمتلئ الحارات والمخابز بروائح الحلويات الشهيّة، وفي العراق تبدأ النساء بعمل المعجنات التي يطلق عليها اسم «الكليجة». وتعتبر تحضير الأكلات الشهيّة من أبرز الطقوس التي اعتاد العراقيون على ممارسته، وفي ليبيا تجهّز النساء «العصبان» وهي أكلة مشهورة في ليبيا ويتناولونها أول أيام العيد كما يتناولون طبق «القلاية».