كل عام وأنتم بألف خير .. غدا العيد ويطلق عليه البعض العيد الكبير تميزا له عن عيد الفطر، ويأخذ حضورا قويا ومبهجا في العالم الإسلامي، ولأنه يوم تذبح فيه الأضاحي، ويشبع فيه الجائع، فقد أطلقت عليه بعض الدول لقب (عيد اللحمة)، ودأب بعض الناس على إحضار خروف العيد من أيام مبكرة لتسمينه وتغذيته غذاء يزيد شحمه ولحمه.. ويبدو أن هذه الفرحة لم ترق للأطباء الباحثين عن النكد وتذكير الناس بخطورة كل مايأكلونه أو يشربونه على الصحة. ففي كل موسم حج يتذكر الأطباء تحذيراتهم النائمة في أدراجهم، ويخرجونها للتذكير بأن لحوم الضأن تحتوى على نسبة عالية من الدهون وتحتاج إلى وقت كبير للهضم وتزداد خطورتها على مرضى الكلى والنقرس ومرضى القلب والمرارة والكبد، وأن هذا اللحم يتسبب أيضا في تصلب المفاصل، وأن أكل كميات كبيرة من لحم الضأن يحمل ضررا كبيرا خاصة لمرضى السكر ، وأن مركبات هذا اللحم مشبعة ترتفع بها نسبة الكوليسترول وتزيد حجم خلايا الدهون في الجسم مما يضر بالقلب ويسبب السمنة وأن مشكلة الإكثار من اللحم المملوء بالدهن تتمثل في أنه عند الهضم والامتصاص بواسطة الأمعاء تذهب مباشرة إلى الدم على هيئة حبيبات دهنية وهي شديدة الخطورة على مرضى تصلب الشرايين. ولا أدري لماذا ينشر مثل هذا التحذير الصحي في صحفنا الآن، بينما يعرف جميع المحررين أن مواطنينا لا يستغنون عن اللحم والرز في أي مكان كانوا فيه حتى تحولت الكبسة إلى أكلة عالمية لكون السعوديين منتشرين في كل بقاع العالم، ولايشعرون أنهم أكلوا ما لم يتذوقوا الكبسة. واللحم والرز هما غذاءان خطران كان على الباثين لهذا الخبر أن ينصحوا (أي وزارة من الوزارات) بتعليق هذه التحذيرات أمام كل مواطن، وتوضيح مخاطر اللحم كإعلان مدفوع الثمن يحتل ترويسة كل الجرائد مثل إعلانات مكاتب الاستقدام أو الخدمات العامة.. وأعتقد أن كل هذه التحذيرات من مخاطر تناول لحمة خروف العيد لن تجدي خاصة في الدول التي تنتظر وفرة اللحم.. وعلى العموم فالأمراض منتشرة سواء كانت عن طريق خروف العيد أو عن طرق بقية المواد الغذائية.. وفي كل الحالات لن يتقدم أو يتأخر عمر أي إنسان لكونه حريصا أو متهورا في الأكل أو سواه، فكلوا قبل أن تأبى نفوسكم. عام سعيد وكل سنة والخير عميم واللحمة وفيرة!!.