للألوان تأثير بالغ على نشاط وشهية الأطفال.. هذا ما أوضحته اختصاصية الأمراض النفسية الدكتورة نهلة عبدالواحد، فيمكن للونين الأحمر والبرتقالي أن يفتحا شهية الطفل للطعام، فهما يرفعان الإحساس بالسخونة ويزيدان من الشعور بالجوع لأنهما لونان يؤثران على شهية الإنسان، لذلك تجد أن اللون الأحمر ودرجاته هو السائد في مطاعم الوجبات الجاهزة كافة كونه لوناً يعد من فواتح الشهية إضافةً إلى درجات اللون البني ولكن بنسبة أقل. ووجهت العبدالواحد نصائحها للأمهات اللاتي يعانين من قلة تناول أطفالهن للأكل بضرورة أن تكون ألوان الصحون تحمل درجات اللونين البرتقالي أو الأحمر لتحفيز وفتح شهية أطفالهن.أما بالنسبة للألوان التي تضر بنفسية الطفل المريض، فتقول يجب أن يكون هناك توازن في الألوان التي يستقبلها الطفل، لذلك فإنها تنصح بضرورة عدم ارتداء الأطفال أو الكبار أيضاً لوناً واحداً طوال الوقت، فمن المهم أن يتعرض الأطفال والكبار أيضاً لطاقات جميع الألوان. أما اللونان الأزرق والبنفسجي فهما مسؤولان عن تنشيط إفراز المادة الكيميائية التي تساعد الإنسان على النوم، ولهذا ينصح أن تكون أغطية فرش الأطفال وملابس نومهم ودهانات الجدران بهذين اللونين، مع مراعاة اختيار الدرجات الفاتحة منها. أما اللون الأصفر فهو لون النشاط الذهني بالنسبة للأطفال، وهو لون يرتبط بالعمليات العقلية التي ترتبط بالمخ، فمثلاً إذا أردت أن يركز طفلك معك جيداً ويفكر بشكل جيد بحيث تنشطين له مخه، فتنصح بتعريضه للون الأصفر ليكون منتبهاً ونشطاً ذهنياً، أما إذا أردت أن يكون نشطاً وتصدر عنه حركة وطاقة وتعمل عضلاته بشكل جيد فعلينا أن نعرضه للون الأحمر، وإذا أردت أن تجعليه مبدعاً ومفكراً ويزيد من تناوله للأكل فيكون ذلك بتعريضه للون البرتقالي الصريح، إلا أنه يجب العلم بأن التعرض للون الأصفر يزيد من المشكلات الأسرية ومن عصبية الأطفال، فتأثير الألوان طبياً وعلمياً يأتي في نهاية المخ من أسفل، وهو الجزء المسؤول عن العواطف والمشاعر التي توجد لدى الإنسان منذ طفولته، وهذا الجزء يعتبر من أول الأجزاء التي تتكون لدى الجنين في بطن الأم، لذلك تجد أناساً عندما يكبرون يكرهون لوناً معيناً أو يرتبطون بلون آخر. كما أن الألوان مسؤولة بشكل رئيسي عن عمل الغدد في جسم الإنسان، فالسعادة والحزن والنوم جميعها مشاعر تتأثر بالألوان وتأثيرها على هذه الغدد. لذلك من المهم أن تعرف الأم ما يحتاجه جسم أطفالها، أو ما يحتاجه جسم الإنسان عموماً. كما أن اللون الأزرق مضاد للفطريات. وتنصح الدكتورة نهلة الآباء والأمهات بضرورة تعريض الأطفال لجميع طاقات الألوان باتزان في ملابسهم وألوان غرفهم وفي أطباق الأكل، علاوة على ألوان الأطعمة التي يتناولونها لأن الألوان تدخل إلى جسم الإنسان أيضاً بطريقة أخرى عن طريق الجهاز الهضمي بخلاف العين.